Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 34-35)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل الـملأ من قوم صالـح لقومهم : { وَلَئِنْ أطَعْمتُـمْ بَشَرا مثْلَكُمْ } فـاتبعتـموه وقبلتـم ما يقول وصدّقتـموه . { إنَّكُمْ } أيها القوم { إذاًلـخاسِرُونَ } : يقول : قالوا : إنكم إذن لـمغبونون حظوظكم من الشرف والرفعة فـي الدنـيا ، بـاتبـاعكم إياه . قوله : { أيَعِدُكُمْ أنَّكُمْ إذَا مِتُّـمْ وكُنْتُـمْ تُرَابـاً وَعِظاماً } … الآية ، يقول تعالـى ذكره : قالوا لهم : أيعدكم صالـح أنكم إذا متـم وكنتـم ترابـاً فـي قبوركم وعظاماً قد ذهبت لـحوم أجسادكم وبقـيت عظامها ، أنكم مخرجون من قبوركم أحياء كما كنتـم قبل مـماتكم ؟ وأعيدت « أنكم » مرّتـين ، والـمعنى : أيعدكم أنكم إذا متـم وكنتـم ترابـاً وعظاماً مخرجون مرّة واحدة ، لـما فرق بـين « أنكم » الأولـى وبـين خبرها ب « إذا » ، وكذلك تفعل العرب بكل اسم أوقعت علـيه الظنّ وأخواته ، ثم اعترضت بـالـجزاء دون خبره ، فتكرّر اسمه مرّة وتـحذفه أخرى ، فتقول : أظنّ أنك إن جالستنا أنك مـحسن ، فإن حذفت « أنك » الأولـى الثانـية صلـح ، وإن أثبتهما صلـح ، وإن لـم تعترض بـينهما بشيء لـم يجز ، خطأ أن يقال : أظنّ أنك أنك جالس . وذكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله : « أيَعِدُكُمْ إذَا مِتُّـمْ وكُنْتُـمْ تُرَابـاً وَعِظاماً أنَّكُمْ مُخْرَجُونَ » .