Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 54-56)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال أبو جعفر : يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : فدع يا مـحمد هؤلاء الذين تقطَّعوا أمرهم بـينهم زبراً ، { فـي غَمْرَتِهِمْ } فـي ضلالتهم وغيهم ، { حَتَّـى حِينٍ } يعنـي إلـى أجل سيأتـيهم عند مـجيئه عذابـي . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد : { فَذَرْهُمْ فِـي غَمْرَتِهِمْ حتـى حِينٍ } قال : فـي ضلالهم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فَذَرْهُم فِـي غَمْرَتِهِمْ حتـى حِينٍ } قال : الغَمْرة : الغَمْر . وقوله : { أيَحْسَبُونَ أنَّـما نُـمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِـينٍ } يقول تعالـى ذكره : أيحسب هؤلاء الأحزاب الذين فرقوا دينهم زُبُراً ، أن الذي نعطيهم فـي عاجل الدنـيا من مال وبنـين { نُسارِعُ لَهُمْ } يقول : نسابق لهم فـي خيرات الآخرة ، ونبـادر لهم فـيها ؟ و « ما » من قوله : { أنَّـمَا نُـمِدُّهُمْ بهِ } نصب ، لأنها بـمعنى « الذي » . { بَلْ لا يَشْعُرُونَ } يقول تعالـى ذكره تكذيبـاً لهم : ما ذلك كذلك ، بل لا يعلـمون أن إمدادي إياهم بـما أمدّهم به من ذلك ، إنـما هو إملاء واستدراج لهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { أنَّـمَا نُـمِدُّهُمْ } قال : نعطيهم ، نسارع لهم ، قال : نَزيدهم فـي الـخير ، نُـمْلـي لهم ، قال : هذا لقريش . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن عمر بن علـيّ ، قال : ثنـي أشعث بن عبد الله ، قال : ثنا شعبة ، عن خالد الـحذّاء ، قال : قلت لعبد الرحمن بن أبـي بكرة ، قول الله : { نُسارِعُ لَهُمُ فِـي الـخَيْرَاتِ } ؟ قال : يسارع لهم فـي الـخيرات . وكأن عبد الرحمن بن أبـي بكرة وجه بقراءته ذلك كذلك ، إلـى أن تأويـله : يسارع لهم إمدادنا إياهم بـالـمال والبنـين فـي الـخيرات .