Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 66-67)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لهؤلاء الـمشركين من قريش : لا تضجوا الـيوم وقد نزل بكم سخط الله وعذابه ، بـما كسبت أيديكم واستوجبتـموه بكفركم بآيات ربكم . { قَد كانَتْ آيَاتِـي تُتْلَـى عَلَـيْكُمْ } يعنـي : آيات كتاب الله ، يقول : كانت آيات كتابـي تقرأ علـيكم فتكذّبون بها وترجعون مولّـين عنها إذا سمعتـموها ، كراهية منكم لسماعها . وكذلك يقال لكلّ من رجع من حيث جاء : نكص فلان علـى عقبه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد : { فَكُنْتُـمْ عَلـى أعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ } قال : تستأخرون . حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَكُنْتُـمْ عَلـى أعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ } يقول : تدبرون . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { قَدْ كانَتْ آياتـي تُتْلَـى عَلَـيْكُمْ ، فَكُنْتُـمْ عَلـى أعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ } يعنـي أهل مكة . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن . قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { تَنْكِصُونَ } قال : تستأخرون . وقوله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } يقول : مستكبرين بحرم الله ، يقولون : لا يظهر علـينا فـيه أحد ، لأنا أهل الـحرم . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } يقول : مستكبرين بحرم البـيت أنه لا يظهر علـينا فـيه أحد . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قول الله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } قال : بـمكة بـالبلد . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، نـحوه . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هَوْذة ، قال : ثنا عوف ، عن الـحسن : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } قال : مستكبرين بحرمي . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن سفـيان ، عن حصين ، عن سعيد بن جبـير ، فـي قوله : { مُسْتَكْبِرِبنَ بِهِ } بـالـحرم . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } قال : مستكبرين بـالـحرم . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن قَتادة ، مثله . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ } قال : بـالـحرم . وقوله : { سامِراً } يقول : تَسْمُرون بـاللـيـل . ووحد قوله : { سامِراً } وهو بـمعنى السُّمَّار ، لأنه وضع موضع الوقت . ومعنى الكلام : وتهجُرون لـيلاً ، فوضع السامر موضع اللـيـل ، فوحّد لذلك . وقد كان بعض البصريـين يقول : وُحِّد ومعناه الـجمع ، كما قـيـل : طفل فـي موضع أطفـال . ومـما يبـين عن صحة ما قلنا فـي أنه وضع موضع الوقت فوحّد لذلك ، قول الشاعر . @ مِنْ دُونِهمْ إنْ جئْتَهُمْ سَمَراً عَزْفُ القِـيانِ ومَـجْلِسٌ غَمْر @@ فقال : « سمراً » لأن معناه : إن جئتهم لـيلاً وهم يسمُرون ، وكذلك قوله : { سامِراً } . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { سامِراً } يقول : يَسْمُرون حول البـيت . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { سامِراً } قال : مـجلساً بـاللـيـل . حدثنـي القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد : { سامِراً } قال : مـجالس . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفـيان ، عن حُصين ، عن سعيد بن جُبـير : { سامِراً } قال : تَسْمُرون بـاللـيـل . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { سامِراً } قال : كانوا يسمرون لـيـلتهم ويـلعبون : يتكلـمون بـالشعر والكهانة وبـما لا يدرون . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { سامِراً } قال : يعنـي سَمَر اللـيـل . وقال بعضهم فـي ذلك ، ما : حدثنا به ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : سامِرا يقول : { سامراً } من أهل الـحرم آمناً لا يخاف ، كانوا يقولون : نـحن أهل الـحرم لا يَخافون . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن قتادة : { سامِراً } يقول : سامراً من أهل مكة آمناً لا يخاف ، قال : كانوا يقولون : نـحن أهل الرحم لا نـخاف . وقوله : { تَهْجُرُونَ } اختلفت القرّاء فـي قراءته ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار : { تَهْجُرُونَ } بفتـح التاء وضم الـجيـم . ولقراءة من قرأ ذلك كذلك وجهان من الـمعنى : أحدهما أن يكون عنى أنه وصفهم بـالإعراض عن القرآن أو البـيت ، أو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضه . والآخر : أن يكون عنى أنهم يقولون شيئاً من القول كما يهجُر الرجل فـي منامه ، وذلك إذا هَذَى فكأنه وصفهم بأنهم يقولون فـي القرآن ما لا معنى له من القول ، وذلك أن يقولوا فـيه بـاطلاً من القول الذي لا يضرّه . وقد جاء بكلا القولـين التأويـل من أهل التأويـل . ذكر من قال : كانوا يُعْرِضون عن ذكر الله والـحقّ ويهجُرونه : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { تَهْجُرُونَ } قال : يهجُرون ذكر الله والـحقّ . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، عن السديّ ، عن أبـي صالـح ، فـي قوله : { سامراً تَهْجُرُونَ } قال : السبّ . ذكر من قال : كانوا يقولون البـاطل والسيّىء من القول فـي القرآن : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفـيان ، عن حصين ، عن سعيد بن جُبـير : { تَهْجرُونَ } قال : يهجُرون فـي البـاطل . قال : ثنا يحيى ، عن سفـيان ، عن حصين ، عن سعيد بن جبـير : { سامِراً تَهْجُرُونَ } قال : يسمرون بـاللـيـل يخوضون فـي البـاطل . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { تَهْجُرُونَ } قال : بـالقول السيىء فـي القرآن . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { تهْجُرُونَ } قال : الهَذَيان الذي يتكلـم بـما لا يريد ، ولا يعقل كالـمريض الذي يتكلـم بـما لا يدري . قال : كان أبـيّ يقرؤها : { سامِراً تَهْجُرُونَ } . وقرأ ذلك آخرون : « سامرا تُهْجِرُونَ » بضم التاء وكسر الـجيـم . ومـمن قرأ ذلك كذلك من قرّاء الأمصار نافع بن أبـي نعيـم ، بـمعنى : يُفْحِشون فـي الـمنطق ، ويقولون الـخَنَا ، من قولهم : أهجر الرجل : إذا أفحش فـي القول . وذكر أنهم كانوا يسُبُّون رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس : « تُهْجِرُونَ » قال : تقولون هُجْراً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبد الـمؤمن ، عن أبـي نَهِيك ، عن عكرِمة ، أنه قرأ : « سامِراً تَهْجِرُونَ » : أي تسبّون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هوذة ، قال : ثنا عون ، عن الـحسن ، فـي قوله : « سامِراً تُهْجِرُونَ » رسولـي . حدثنا ابن عبد الأعلـى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة ، قال : قال الـحسن : « تُهْجِرُونَ » رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن قتادة : « تُهْجِرُونَ » يقول : يقولون سوءا . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرّزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : قال الـحسن : « تُهْجِرُونَ » كتاب الله ورسوله . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : « تُهْجِرُونَ » يقول : يقولون الـمنكر والـخَنَا من القول ، كذلك هَجْر القول . وأولـى القراءتـين بـالصواب فـي ذلك عندنا القراءة التـي علـيها قرّاء الأمصار ، وهي فتـح التاء وضم الـجيـم ، لإجماع الـحجة من القرّاء .