Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-71)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولو عمل الربّ تعالـى ذكره بـما يهوَى هؤلاء الـمشركون وأجرى التدبـير علـى مشيئتهم وإرادتهم وترك الـحقّ الذي هم له كارهون ، لفسدت السموات والأرض ومن فـيهنّ وذلك أنهم لا يعرفون عواقب الأمور والصحيحَ من التدبـير والفـاسد . فلو كانت الأمور جارية علـى مشيئتهم وأهوائهم مع إيثار أكثرهم البـاطل علـى الـحقّ ، لـم تقرّ السموات والأرض ومن فـيهنّ من خـلق الله ، لأن ذلك قام بـالـحقّ . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثنا السديّ ، عن أبـي صالـح : { وَلَوِ اتَّبَعَ الـحَقُّ أهْوَاءَهُمْ } قال : الله . قال : ثنا أبو معاوية ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن أبـي صالـح : { وَلَوِ اتَّبَعَ الـحَقُّ أهْوَاءَهُمْ } قال : الـحقّ : هو الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قوله : { وَلَوِ اتَّبَعَ الـحَقُّ أهْوَاءَهُمْ } قال : الـحقّ : الله . وقوله : { بَلْ أتَـيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ } اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل الذكر فـي هذا الـموضع ، فقال بعضهم : هو بـيان الـحقّ لهم بـما أنزل علـى رجل منهم من هذا القرآن . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { بَلْ أتَـيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ } يقول : بـيَّنا لهم . وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل أتـيناهم بشَرَفهم وذلك أن هذا القرآن كان شَرَفـاً لهم ، لأنه نزل علـى رجل منهم ، فأعرضوا عنه وكفروا به . وقالوا : ذلك نظير قوله { وَإنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ } وهذان القولان متقاربـا الـمعنى . وذلك أن الله جلّ ثناؤه أنزل هذا القرآن بـياناً بـيّن فـيه ما لـخـلقه إلـيه الـحاجة من أمر دينهم ، وهو مع ذلك ذكر لرسوله صلى الله عليه وسلم وقومه وشَرَف لهم .