Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 86-87)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا مـحمد : من ربّ السموات السبع ، وربّ العرش الـمـحيط بذلك ؟ سيقولون : ذلك كله لله ، وهو ربه . فقل لهم : أفلا تتقون عقابه علـى كفركم به وتكذيبكم خبره وخبر رسوله ؟ وقد اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { سَيَقُولُونَ لِلّهِ } فقرأ ذلك عامة قرّاء الـحجاز والعراق والشام : { سَيَقُولُونَ لِلّهِ } سوى أبـي عمرو ، فإنه خالفهم فقرأه : « سَيَقُولُونَ اللّهُ » فـي هذا الـموضع ، وفـي الآخر الذي بعده ، اتبـاعاً لـخط الـمصحف ، فإن ذلك كذلك فـي مصاحف الأمصار إلاَّ فـي مصحف أهل البصرة ، فإنه فـي الـموضعين بـالألف ، فقرءوا بـالألف كلَّها اتبـاعاً لـخط مصحفهم . فأما الذين قرءوه بـالألف فلا مؤنة فـي قراءتهم ذلك كذلك ، لأنهم أجروا الـجواب علـى الابتداء وردّوا مرفوعاً علـى مرفوع . وذلك أن معنى الكلام علـى قراءتهم : قل من ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيـم ؟ سيقولون ربّ ذلك الله . فلا مؤنة فـي قراءة ذلك كذلك . وأما الذين قرءوا ذلك فـي هذا والذي يـلـيه بغير ألف ، فإنهم قالوا : معنى قوله { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ } لـمن السموات ؟ لـمن ملك ذلك ؟ فجعل الـجواب علـى الـمعنى ، فقـيـل : لله لأن الـمسألة عن ملك ذلك لـمن هو ؟ قالوا : وذلك نظير قول قائل لرجل : مَن مولاك ؟ فـيجيب الـمـجيب عن معنى ما سئل ، فـيقول : أنا لفلان لأنه مفهوم بذلك من الـجواب ما هو مفهوم بقوله : مولاي فلان . وكان بعضهم يذكر أن بعض بنـي عامر أنشده : @ وأعْلَـمُ أنَّنِـي سأكُونُ رَمْساً إذَا سارَ النَّوَاجِعُ لا يَسِيرُ فَقالَ السَّائِلُونَ لَـمِنْ حَفَرْتُـمْ فَقالَ الـمُخْبِرُونَ لَهُمْ : وَزِيرُ @@ فأجاب الـمخفوض بـمرفوع ، لأن معنى الكلام : فقال السائلون : من الـميت ؟ فقال الـمخبرون : الـميت وزير فأجابوا عن الـمعنى دون اللفظ . والصواب من القراءة فـي ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علـماء من القرّاء ، متقاربتا الـمعنى ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . غير أنـي مع ذلك أختار قراءة جميع ذلك بغير ألف ، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار علـى ذلك سوى خط مصحف أهل البصرة .