Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 45-45)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { وَاللّهُ خَـلَق كُلّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ } فقرأته عامة قرّاء الكوفة غير عاصم : « وَاللّهْ خالِقُ كُلِّ دَابَّةٍ » . وقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة وعاصم : { وَاللّهُ خَـلَقَ كُلَّ دابَّةٍ } بنصب « كلّ » ، و « خَـلَقَ » علـى مثال « فَعَل » . وهما قراءتان مشهورتان متقاربتا الـمعنى ، وذلك أن الإضافة فـي قراءة من قرأ ذلك « خالق » تدلّ علـى أن معنى ذلك الـمضيّ ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { خَـلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ } يعنـي : من نطفة . { فَمِنْهُمْ مَنْ يَـمْشِي عَلـى بَطْنِهِ } كالـحيات وما أشبهها . وقـيـل إنـما قـيـل : { فَمِنْهُمْ مَنْ يَـمْشِي عَلـى بَطْنِهِ } والـمشي لا يكون علـى البطن لأن الـمشي إنـما يكون لـما له قوائم ، علـى التشبـيه ، وأنه لـما خالط ما له قوائمُ ما لا قوائمَ له ، جاز ، كما قال : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَـمْشِي عَلـى رِجْلَـيْنِ } كالطير ، { وَمِنْهُمْ مَنْ يَـمْشِي عَلـى أرْبَعٍ كالبهائم } . فإن قال قائل : فكيف قـيـل : فمنهم من يـمشي ، و « مَن » للناس ، وكلّ هذه الأجناس أو أكثرها لغيرهم ؟ قـيـل : لأنه تفريق ما هو داخـل فـي قوله : { وَاللّهُ خَـلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ } وكان داخلاً فـي ذلك الناس وغيرهم ، ثم قال : فمنهم لاجتـماع الناس والبهائم وغيرهم فـي ذلك واختلاطهم ، فكنى عن جميعهم كنايته عن بنـي آدم ، ثم فسرهم ب « مَن » ، إذ كان قد كنى عنهم كناية بنـي آدم خاصة . { يَخْـلُقُ اللّهُ ما يَشاءُ } يقول : يحدث الله ما يشاء من الـخـلق . { إنَّ اللّهَ عَلـى كُلّ شَيْءٍ قَديرٌ } يقول : إن الله علـى إحداث ذلك وخـلقه وخـلق ما يشاء من الأشياء غيره ، ذو قدرة لا يتعذّر علـيه شيء أراد .