Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 4-4)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء الكافرون بالله الذين اتـخذوا من دونه آلهة : ما هذا القرآن الذي جاءنا به مـحمد { إلاَّ إفْكٌ } يعنـي : إلاَّ كذب وبُهتان ، { افْتَرَاهُ } اختلقه وتـخرّصه بقوله ، { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ذكر أنهم كانوا يقولون : إنـما يُعَلِّـم مـحمداً هذا الذي يجيئنا به الـيهود ، فذلك قوله : { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يقول : وأعان مـحمداً علـى هذا الإفك الذي افتراه يهود . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } قال : يهود . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، مثله . وقوله : { فَقَدْ جاءُوا ظُلْـماً وَزُوراً } يقول تعالـى ذكره : فقد أتـى قائلو هذه الـمقالة ، يعنـي الذين قالوا : { إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } ظلـماً ، يعنـي بـالظلـم نسبتهم كلام الله وتنزيـله إلـى أنه إفك افتراه مـحمد صلى الله عليه وسلم . وقد بـيَّنا فـيـما مضى أن معنى الظلـم : وضع الشيء فـي غير موضعه فكأنّ ظلـم قائلـي هذه الـمقالة القرآن بقـيـلهم هذا وصفُهم إياه بغير صفته . والزور : أصله تـحسين البـاطل . فتأويل الكلام : فقد أتـى هؤلاء القوم فـي قيلهم { إنْ هَذَا إلاَّ إفْكٌ افْتَرَاهُ وأعانَهُ عَلَـيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } كذبـاً مَـحْضاً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد وحدثنـي القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد : { فَقَدْ جاءُوا ظُلْـماً وَزُوراً } قال : كذبـاً .