Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 5-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر أن هذه الآية نزلت فـي النَّضْر بن الـحارث ، وأنه الـمعنـيّ بقوله : { وَقالُوا أساطيرُ الأوَّلِـينَ } . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا مـحمد بن إسحاق ، قال : ثنا شيخ من أهل مصر ، قدم منذ بضع وأربعين سنة ، عن عكرِمة ، عن ابن عبـاس ، قال : كان النَّضْر بن الـحارث بن كَلَدَة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قُصيّ من شياطين قريش ، وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة ، وكان قد قَدِم الـحِيرة ، تعلّـم بها أحاديث ملوك فـارس وأحاديث رُسْتَـم وأسفنديار ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مـجلساً فذكّر بـالله وحدّث قومه ما أصاب من قبلهم من الأمـم من نقمة الله ، خـلَفه فـي مـجلسه إذا قام ، ثم يقول : أنا والله يا معشر قُريش أحسن حديثا منه ، فهلـموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه ثم يحدِّثهم عن ملوك فـارس ورسْتَـم وأسفنديار ، ثم يقول : ما مـحمد أحسن حديثاً منـي قال : فأنزل الله تبـارك وتعالـى فـي النضر ثمانـيَ آيات من القرآن ، قوله : { وَإذَا تُتْلَـى عَلَـيْهِ آياتُنا قالَ أساطيرُ الأوَّلـينَ } وكلَّ ما ذُكِر فـيه الأساطير فـي القرآن . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثنـي مـحمد بن أبـي مـحمد ، عن سعيد أو عكرمة ، عن ابن عبـاس نـحوه ، إلاَّ أنه جعل قوله : « فأنزل الله فـي النضْر ثمانـي آيات » ، عن ابن إسحاق ، عن الكلْبـيّ ، عن أبـي صالـح ، عن ابن عبـاس . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { أساطِيرُ الأوَّلـينَ } أشعارهم وكَهانتهم وقالها النضر بن الـحارث . فتأويـل الكلام : وقال هؤلاء الـمشركون بـالله الذين قالوا لهذا القرآن إن هذا إلاَّ إفك افتراه مـحمد صلى الله عليه وسلم : هذا الذي جاءنا به مـحمد أساطير الأوّلـين ، يَعنُون أحاديثهم التـي كانوا يُسَطِّرونها فـي كتبهم ، اكتتبها مـحمد صلى الله عليه وسلم من يهود . { فَهِيَ تُـمْلَـى عَلَـيْهِ } يعنون بقوله : { فَهِي تُـمْلَـى عَلَـيْهِ } فهذه الأساطير تُقرأ علـيه ، من قولهم : أملـيت علـيك الكتاب وأملَلْت . { بُكْرَةً وأصِيلاً } يقول : وتـملَـى علـيه غُدْوة وعشيًّا . وقوله : { قُلْ أنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَـمُ السِّرَّ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ } يقول تعالـى ذكره : قل يا مـحمد لهؤلاء الـمكذّبـين بآيات الله من مشركي قومك : ما الأمر كما تقولون من أن هذا القرآن أساطير الأوّلين وأن مـحمد صلى الله عليه وسلم افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ، بل هو الـحقّ ، أنزله الربّ الذي يعلـم سرّ من فـي السموات ومن فـي الأرض ، ولا يخفـى علـيه شيء ، ومُـحْصِي ذلك علـى خـلقه ، ومُـجازيهم بـما عزمت علـيه قلوبهم وأضمروه فـي نفوسهم . { إنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيـماً } يقول : إنه لـم يزل يصفح عن خـلقه ويرحمهم ، فـيتفضلُ علـيهم بعفوه ، يقول : فلأَن ذلك من عادته فـي خـلقه ، يُـمْهلكم أيها القائلون ما قلتـم من الإفك والفـاعلون ما فعلتـم من الكفر . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج : { قُلْ أنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَـمُ السِّرَّ فِـي السَّمَوَاتِ والأرْضِ } قال : ما يسر أهل الأرض وأهل الـمساء .