Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 61-61)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : تقدّس الربّ الذي جعل فـي السماء بروجاً ويعنـي بـالبروج : القصور ، فـي قول بعضهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن العلاء ومـحمد بن الـمثنى وسلـم بن جنادة ، قالوا : ثنا عبد الله بن إدريس ، قال : سمعت أبـي ، عن عطية بن سعد ، فـي قوله { تَبـارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِـي السَّماءِ بُرُوجاً } قال : قصوراً فـي السماء ، فـيها الـحرس . حدثنا مـحمد بن الـمثنى ، قال : ثنـي أبو معاوية ، قال : ثنـي إسماعيـل ، عن يحيى بن رافع ، فـي قوله { تَبـارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِـي السَّماءِ بُرُوجاً } قال : قصوراً فـي السماء . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن إبراهيـم { جَعَلَ فِـي السَّماء بُرُوجاً } قال : قصوراً فـي السماء . حدثنـي إسماعيـل بن سيف ، قال : ثنـي علـيّ بن مسهرٍ ، عن إسماعيـل ، عن أبـي صالـح ، فـي قوله { تَبـارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِـي السَّماء بُرُوجاً } قال : قصوراً فـي السماء فـيها الـحرس . وقال آخرون : هي النـجوم الكبـار . ذكر من قال ذلك : حدثنـي ابن الـمثنى ، قال : ثنا يعلـى بن عبـيد ، قال : ثنا إسماعيـل ، عن أبـي صالـح { تَبـارَكَ الَّذي جَعَلَ فِـي السَّماءِ بُرُوجاً } قال : النـجوم الكبـار . قال : ثنا الضحاك ، عن مخـلد ، عن عيسى بن ميـمون ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد قال : الكواكب . حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، فـي قوله { بُرُوجاً } قال : البروج : النـجوم . قال أبو جعفر : وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول من قال : هي قصور فـي السماء ، لأن ذلك فـي كلام العرب { وَلَوْ كُنْتُـمْ فِـي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } وقول الأخطل : @ كأنَّهَا بُرْجُ رُوميّ يُشَيِّدُهُ بـانٍ بِحِصّ وآجُرَ وأحْجارِ @@ يعنـي بـالبرج : القصر . قوله : { وَجَعَلَ فـيها سِرَاجاً } اختلف القرّاء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الـمدينة والبصرة : { وَجَعَلَ فِـيها سرَاجاً } علـى التوحيد ، ووجهوا تأويـل ذلك إلـى أنه جعل فـيها الشمس ، وهي السراج التـي عنـي عندهم بقوله : { وَجَعَلَ فِـيها سراجاً } . كما : حدثنا الـحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، فـي قوله { وَجَعَلَ فِـيها سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِـيراً } قال : السراج : الشمس . وقرأته عامة قرّاء الكوفـيـين : « وَجَعَلَ فِـيها سُرُجاً » علـى الـجماع ، كأنهم وجهوا تأويـله : وجعل فـيها نـجوماً { وقَمَراً مُنِـيراً } وجعلوا النـجوم سُرُجاً إذ كان يُهتدى بها . والصواب من القول فـي ذلك عندي أن يقال : إنهما قراءتان مشهورتان فـي قَرَأَةِ الأمصار ، لكل واحدة منهما وجه مفهوم ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { وَقَمَراً مُنِـيراً } يعنـي بـالـمنـير : الـمضيء .