Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 13-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : فلـما جاءت فرعون وقومه آياتنا ، يعنـي أدلتنا وحججنا ، علـى حقـيقة ما دعاهم إلـيه موسى وصحته ، وهي الآيات التسع التـي ذكرناها قبل . وقوله { مُبْصِرَةً } يقول : يبصر بها من نظر إلـيها ورآها حقـيقة ما دلت علـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج { فَلَـمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنَا مُبْصِرَةً } قال : بـيِّنة { قَالُوا : هَذَا سِحْرٌ مُبِـينٌ } ، يقول : قال فرعون وقومه : هذا الذي جاءنا به موسى سحر مبـين ، يقول : يبـين للناظرين له أنه سحر . وقوله : { وَجَحَدُوا بِها } يقول : وكذّبوا بـالآيات التسع أن تكون من عند الله ، كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج { وَجَحَدُوا بِها } قال : الـجحود : التكذيب بها . وقوله : { وَاسْتَـيْقَنَتْها أنْفُسُهُمْ } يقول : وأيقنتها قلوبهم ، وعلـموا يقـيناً أنها من عند الله ، فعاندوا بعد تبـينهم الـحقّ ، ومعرفتهم به ، كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن عطاء الـخراسانـي ، عن ابن عبـاس { وَاسْتَـيْقَنَتْها أنْفُسُهُمْ } قال : يقـينهم فـي قلوبهم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله الله : { وَاسْتَـيْقَنَتْها أنْفُسُهُمْ ظُلْـماً وَعُلُوّاً } قال : استـيقنوا أن الآيات من الله حقّ ، فلـم جحدوا بها ؟ قال : ظلـما وعلوّا . وقوله : { ظُلْـماً وَعُلُوّاً } يعنـي بـالظلـم : الاعتداء ، والعلوّ : الكبر ، كأنه قـيـل : اعتداء وتكبراً وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، فـي قوله { ظُلْـماً وَعُلُوّاً } قال : تعظماً واستكبـاراً ، ومعنى ذلك : وجحدوا بـالآيات التسع ظلـماً وعلوّاً ، واستـيقنتها أنفسهم أنها من عند الله ، فعاندوا الـحقّ بعد وضوحه لهم ، فهو من الـمؤخر الذي معناه التقديـم . وقوله : { فـانْظُرْ كَيْف كانَ عاقِبَةُ الـمُفْسِدِينَ } . يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : فـانظر يا مـحمد بعين قلبك كيف كان عاقبة تكذيب هؤلاء الذين جحدوا آياتنا حين جاءتهم مبصرة ، وماذا حلّ بهم من إفسادهم فـي الأرض ومعصيتهم فـيها ربهم ، وأعقبهم ما فعلوا ، فإن ذلك أخرجهم من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريـم ، إلـى هلاك فـي العاجل بـالغرق ، وفـي الآجل إلـى عذاب دائم ، لا يفتر عنهم ، وهم فـيه مبلسون . يقول : وكذلك يا مـحمد سنتـي فـي الذين كذّبوا بـما جئتهم به من الآيات علـى حقـيقة ما تدعوهم إلـيه من الـحقّ من قومك .