Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـله لنبـيه موسى : { وأدْخِـلْ يَدَكَ فِـي جَيْبِكَ } ذكر أنه تعالـى ذكره أمره أن يدخـل كفه فـي جيبه وإنـما أمره بإدخاله فـي جيبه ، لأن الذي كان علـيه يومئذ مِدرعة من صوف . قال بعضهم : لـم يكن لها كُمٌّ . وقال بعضهم : كان كمها إلـى بعض يده . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد { وأَدْخِـلْ يَدَكَ فِـي جَيْبِكَ } قال : الكفّ فقط فـي جيبك . قال : كانت مدرعة إلـى بعض يده ، ولو كان لها كُمُّ أمره أن يدخـل يده فـي كمه . قال : ثنـي حجاج ، عن يونس بن أبـي إسحاق ، عن أبـيه ، عن عمرو بن ميـمون ، قال : قال ابن مسعود : إن موسى أتـى فرعون حين أتاه فـي ذُرْ مانقة ، يعنـي جبة صوف . ] وقوله : { تـخْرُجْ بَـيْضَاءَ } يقول : تـخرج الـيد بـيضاء بغير لون موسى من { غيرِ سُوءٍ } يقول : من غير برص { فـي تسع آيات } ، يقول تعالـى ذكره : أدخـل يدك فـي جيبك تـخرج بـيضاء من غير سوء ، فهي آية فـي تسع آيات مُرسل أنت بهنّ إلـى فرعون وترك ذكر مرسل لدلالة قوله { إلـى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ } علـى أن ذلك معناه ، كما قال الشاعر : @ رأتْنِـي بِحَبْلَـيْها فَصَدَّتْ مَخافَةً وفِـي الـحَبْلِ رَوْعاءُ الفُؤَادِ فَرُوقُ @@ ومعنى الكلام : رأتنـي مقبلاً بحبلـيها ، فترك ذكر « مقبل » استغناء بـمعرفة السامعين معناه فـي ذلك ، إذ قال : رأتنـي بحبلـيها ونظائر ذلك فـي كلام العرب كثـيرة . والآيات التسع : هنّ الآيات التـي بـيَّناهنّ فـيـما مضى . وقد : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { تِسْعِ آياتٍ إلـى فِرْعَوْنَ وقَوْمهِ } قال : هي التـي ذكر الله فـي القرآن : العصا ، والـيد ، والـجراد ، والقمل ، والضفـادع ، والطوفـان ، والدم ، والـحجر ، والطَّمْس الذي أصاب آل فرعون فـي أموالهم . وقوله : { إنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فـاسِقِـينَ } يقول : إن فرعون وقومه من القبط كانوا قوما فـاسقـين ، يعنـي كافرين بـالله ، وقد بـيَّنا معنى الفسق فـيـما مضى .