Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 79-80)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : ففوِّض إلـى الله يا مـحمد أمورك ، وثق به فـيها ، فإنه كافـيك { إنَّكَ عَلـى الـحَقّ الـمُبِـين } لـمن تأمَّله ، وفكر ما فـيه بعقل ، وتدبره بفهم ، أنه الـحقّ ، دون ما علـيه الـيهود والنصارى الـمختلفون من بنـي إسرائيـل ، ودون ما علـيه أهل الأوثان الـمكذّبوك فـيـما أتـيتهم به من الـحقّ ، يقول : فلا يحزنك تكذيب من كذّبك ، وخلاف من خالفك ، وامض لأمر ربك الذي بعثك به . وقوله : { إنَّكَ لا تُسْمِعُ الـمَوْتَـى } يقول : إنك يا مـحمد لا تقدر أن تُفهِم الـحقّ من طبع الله علـى قلبه فأماته ، لأن الله قد ختـم علـيه أن لا يفهمه { ولاَ تُسْمِعَ الصُّمَّ الدُّعاءَ } يقول : ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصمّ الله عن سماعه سمعه { إذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ } يقول : إذا هم أدبروا معرضين عنه ، لا يسمعون له لغلبة دين الكفر علـى قلوبهم ، ولا يُصغون للـحقّ ، ولا يتدبرونه ، ولا ينصتون لقائله ، ولكنهم يعرضون عنه ، وينكرون القول به ، والاستـماع له .