Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 20-20)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذُكِر أن قول الإسرائيـلـيّ سمعه سامع فأفشاه ، وأعلـم به أهل القتـيـل ، فحينئذٍ طلب فرعون موسى ، وأمر بقتله فلـما أمر بقتله ، جاء موسى مخبر ، وخبره بـما قد أمر به فرعون فـي أمره ، وأشار علـيه بـالـخروج من مصر ، بلد فرعون وقومه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي العبـاس ، قال : أخبرنا يزيد ، قال : أخبرنا الأصبغ بن زيد ، قال : ثنا القاسم بن أبـي أيوب ، قال : ثنـي سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس ، قال : انطلق الفرعونـيّ الذي كان يقاتل الإسرائيـلـيّ إلـى قومه ، فأخبرهم بـما سمع من الإسرائيـلـي من الـخبر حين يقول { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ } ؟ فأرسل فرعون الذبّـاحين لقتل موسى ، فأخذوا الطريق الأعظم ، وهم لا يخافون أن يفوتهم ، وكان رجل من شيعة موسى فـي أقصى الـمدينة ، فـاختصر طريقا قريبـا ، حتـى سبقهم إلـى موسى ، فأخبره الـخبر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قال : أعلـمهم القبطيّ الذي هو عدوّ لهما ، فأتـمر الـملأ لـيقتلوه ، فجاء رجل من أقصى الـمدينة ، وقرأ { إنَّ … } . إلـى آخر الآية ، قال : كنا نـحدّث أنه مؤمن آل فرعون . حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال : ذهب القبطي ، يعنـي الذي كان يقاتل الإسرائيـلـي ، فأفشى علـيه أن موسى هو الذي قتل الرجل ، فطلبه فرعون وقال : خذوه فإنه صاحبنا ، وقال للذين يطلبونه : اطلبوه فـي بنـيات الطريق ، فإن موسى غلام لا يهتدي الطريق ، وأخذ موسى فـي بنـيات الطريق ، وقد جاءه الرجل فأخبره { إنَّ الـمَلأَ يأْتَـمرُونَ بِكَ لِـيَقْتُلُوكَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي بكر بن عبد الله ، عن أصحابه ، قالوا : لـما سمع القبطيّ قول الإسرائيـلـيّ لـموسى { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْت نَفْساً بـالأَمْسِ } سعى بها إلـى أهل الـمقتول فقال : إن موسى هو قتل صاحبكم ، ولو لـم يسمعه من الإسرائيـلـي لـم يعلـمه أحد فلـما علـم موسى أنهم قد علـموا خرج هاربـاً ، فطلبه القوم فسبقهم قال : وقال ابن أبـي نـجيح : سعى القبطي . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو سفـيان ، عن معمر ، قال : قال الإسرائيـلـي لـموسى : { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْت نَفْسا بـالأَمْسِ } وقبطي قريب منهما يسمع ، فأفشى علـيهما . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : سمع ذلك عدوّ ، فأفشى علـيهما . وقوله : { وَجاءَ رَجُلٌ } ذُكر أنه مؤمن آل فرعون ، وكان اسمه فـيـما قـيـل : سمعان . وقال بعضهم : بـا كان اسمه شمعون . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، أخبرنـي وهب بن سلـيـمان ، عن شعيب الـجبئيّ ، قال : اسمه شمعون الذي قال لـموسى : { إنَّ الـمَلأَ يَأْتَـمِرُونَ بِكَ لِـيَقْتُلُوكَ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق ، قال : أصبح الـملأ من قوم فرعون قد أجمعوا لقتل موسى فـيـما بلغهم عنه ، فجاء رجل من أقصى الـمدينة يسعى يقال له سمعان ، فقال : { يا مُوسَى إنَّ الـمَلأَ يأتـمِرُونَ بِكَ لِـيَقْتُلُوكَ ، فـاخْرُجْ إنّـي لَكَ مِنَ النَّاصحِينَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنا أبو سفـيان ، عن معمر ، عن قَتادة ، قال : { وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أقْصَى الـمَدِينَةِ يَسْعَى } إلـى موسى { قالَ يا مُوسَى إنَّ الـمَلأَ يأتَـمِرُونَ بِكَ لِـيَقْتُلُوكَ ، فـاخْرُجْ إنّـي لَكَ مِنَ النَّاصحِينَ } . وقوله { مِنْ أقْصَى الـمَدِينَةِ } يقول : من آخر مدينة فرعون { يَسْعَى } يقول : يعجل . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن حُرَيج { وَجاءَ رَجُلٌ مِن أقْصَى الـمَدِينَةِ يَسْعَى } قال : يعجل ، لـيس بـالشدّ . وقوله : { قالَ يا مُوسَى إنَّ الـمَلأَ يأتـمِرُونَ بِكَ لِـيَقْتُلُوكَ } يقول جلّ ثناؤه : قال الرجل الذي جاءه من أقصى الـمدينة يسعى لـموسى : يا موسى إن أشراف قوم فرعون ورؤساءهم يتآمرون بقتلك ، ويتشاورون ويرتؤون فـيك ومنه قول الشاعر : @ ما تَأْتَـمِرْ فِـينا فَأمْ رُكَ فـي يَـمِنِكَ أو شِمالكْ @@ يعنـي : ما ترتئي ، وتهمّ به ومنه قول النـمر بن تولب : @ أرَى النَّاسَ قَدْ أحْدَثُوا شِيـمَةً وفـي كُلّ حادِثَةٍ يُؤْتَـمَرْ @@ أَيْ يُتَشَاوَرُ وَيُرْتَأَىَ فِـيهَا . وقوله : { فـاخْرُجْ إنّـي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } يقول : فـاخرج من هذه الـمدينة ، إنـي لك فـي إشارتـي علـيك بـالـخروج منها من الناصحين .