Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 19-19)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فلـما أراد موسى أن يبطش بـالفرعونـيّ الذي هو عدوّ له وللإسرائيـلـي ، قال الإسرائيـلـي لـموسى وظنّ أنه إياه يريد { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كما قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ } . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة : { فَلَـمَّا أنْ أرَادَ أنْ يَبْطِشَ بِـالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا } قالَ : خافه الذي من شيعته حين قال له موسى : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قال موسى للإسرائيـلـي : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } ثم أقبل لـينصره ، فلـما نظر إلـى موسى قد أقبل نـحوه لـيبطش بـالرجل الذي يقاتل الإسرائيـلـي ، { قالَ } الإسرائيـلـي ، وفَرِق من موسى أن يبطش به من أجل أنه أغلظ له الكلام : { يَا مُوسَى أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ ، إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جَبَّـاراً فِـي الأرْضِ وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ } فتركه موسى . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن أبـي بكر بن عبد الله ، عن أصحابه ، قال : ندم بعد أن قتل القتـيـل ، فقال : { هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلّ مُبِـينٌ } قال : ثم استنصره بعد ذلك الإسرائيـلـي علـى قبطي آخر ، فقال له موسى : { إنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِـينٌ } فلـما أراد أن يبطش بـالقبطي ، ظنّ الإسرائيـلـي أنه إياه يريد ، فقال : يا موسى { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ } ؟ . قال : وقال ابن جُرَيج ، أو ابن أبـي نـجيح الطبري يشكّ وهو فـي الكتاب ابن أبـي نـجيح أن موسى لـما أصبح ، أصبح نادماً تائبـاً ، يودّ أن لـم يبطش بواحد منهما ، وقد قال للإسرائيـلـي : { إنَّكَ لَغَوِيّ مُبِـينٌ } فعلـم الإسرائيـلـي أن موسى غير ناصره فلـما أراد الإسرائيـلـي أن يبطش بـالقبطي نهاه موسى ، ففرق الإسرائيـلـي من موسى ، فقال : { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ } ؟ فسعى بها القبطيّ . وقوله : { إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جَبَّـاراً فِـي الأرْضِ } يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل الإسرائيـلـيّ لـموسى : { إن تريد } ما تريد إلاَّ أن تكون جبـاراً فـي الأرض . وكان من فعل الـجبـابرة : قتل النفوس ظلـماً ، بغير حقّ . وقـيـل : إنـما قال ذلك لـموسى الإسرائيـل ، لأنه كان عندهم مَن قتل نفسين : من الـجبـابرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـجاهد بن موسى ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا هشيـم بن بشير ، عن إسماعيـل بن سالـم ، عن الشعبـيّ قال : من قتل رجلـين فهو جبـار قال : ثم قرأ { أتُرِيدُ أنْ تَقْتُلَنِـي كمَا قَتَلْتَ نَفْساً بـالأَمْسِ ، إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جَبَّـاراً فِـي الأرْضِ ، وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جَبَّـاراً فِـي الأرْضِ } إن الـجبـابرة هكذا ، تقتل النفس بغير النفس . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، { إنْ تُرِيدُ إلاَّ أنْ تَكُونَ جبَّـاراً فِـي الأرْضِ } قال : تلك سِيرة الـجبـابرة أن تقتل النفس بغير النفس . وقوله : { وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ منَ الـمُصْلِـحِينَ } يقول : ما تريد أن تكون مـمن يعمل فـي الأرض بـما فـيه صلاح أهلها ، من طاعة الله . وذكر عن ابن إسحاق أنه قال فـي ذلك ما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق { وَما تُرِيدُ أنْ تَكُونَ مِنَ الـمُصْلِـحِينَ } أي ما هكذا يكون الإصلاح .