Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 50-50)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : فإن لـم يجبك هؤلاء القائلون للتوراة والإنـجيـل : سحران تظاهرا ، الزاعمون أن الـحقّ فـي غيرهما ، من الـيهود يا مـحمد ، إلـى أن يأتوك بكتاب من عند الله ، هو أهدى منهما ، فـاعلـم أنـما يتبعون أهواءهم ، وأن الذي ينطقون به ، ويقولون فـي الكتابـين ، قول كذب وبـاطل ، لا حقـيقة له ، ولعل قائلاً أن يقول : أو لـم يكن النبـيّ صلى الله عليه وسلم يعلـم أن ما قال القائلون من الـيهود وغيرهم فـي التوراة والإنـجيـل من الإفك والزور ، الـمسموهما سحرين : بـاطل من القول ، إلاَّ بأن لا يجيبوه إلـى إتـيانهم بكتاب هو أهدى منهما ؟ قـيـل : هذا كلام خرج مخرج الـخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والـمراد به الـمقول لهم أو لـم يكفروا بـما أوتـي موسى من قبل من كفـار قريش ، وذلك أنه قـيـل للنبـيّ صلى الله عليه وسلم : قل يا مـحمد لـمشركي قريش : أو لـم يكفر هؤلاء الذين أمروكم أن تقولوا : هلا أوتـي مـحمد مثل ما أوتـي موسى ، بـالذي أوتـي موسى من قبل هذا القرآن ، ويقولوا للذي أنزل علـيه وعلـى عيسى { سِحْرَانِ تَظاهَرَا } فقولوا لهم إن كنتـم صادقـين أن ما أوتـي موسى وعيسى سحر ، فأتونـي بكتاب من عند الله ، هو أهدى من كتابـيهما ، فإن هم لـم يجيبوكم إلـى ذلك فـاعلـموا أنهم كذبة ، وأنهم إنـما يتبعون فـي تكذيبهم مـحمداً ، وما جاءهم به من عند الله أهواء أنفسهم ، ويتركون الـحقّ وهم يعلـمون . يقول تعالـى ذكره : ومن أضلّ عن طريق الرشاد ، وسبـيـل السداد مـمن اتبع هوى نفسه بغير بـيان من عند الله ، وعهد من الله ، ويترك عهد الله الذي عهده إلـى خـلقه فـي وحيه وتنزيـله { إنَّ اللّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالـمِينَ } يقول تعالـى ذكره : إن الله لا يوفق لإصابة الـحقّ وسبـيـل الرشد القوم الذين خالفوا أمر الله وتركوا طاعته ، وكذّبوا رسوله ، وبدّلوا عهده ، واتبعوا أهواء أنفسهم إيثاراً منهم لطاعة الشيطان علـى طاعة ربهم .