Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 51-52)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ولقد وصلنا يا مـحمد لقومك من قريش وللـيهود من بنـي إسرائيـل القول بأخبـار الـماضين والنبأ عما أحللنا بهم من بأسنا ، إذ كذّبوا رسلنا ، وعما نـحن فـاعلون بـمن اقتفـى آثارهم ، واحتذى فـي الكفر بـالله ، وتكذيب رسله مثالهم ، لـيتذكروا فـيعتبروا ويتعظوا . وأصله من : وصل الـحبـال بعضها ببعض ومنه قول الشاعر : @ فَقُلْ لِبَنِـي مَرْوَانَ ما بـالُ ذِمَّةٍ وَحَبْلٍ ضَعِيفٍ ما يَزَالُ يُوَصَّلُ @@ وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل وإن اختلفت ألفـاظهم ببـيانهم عن تأويـله ، فقال بعضهم : معناه بـيَّنا . وقال بعضهم معناه : فصلنا . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـيه ، عن لـيث ، عن مـجاهد ، قوله { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ } قال : فصلنا لهم القول . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ } قال : وصل الله لهم القول فـي هذا القرآن ، يخبرهم كيف صنع بـمن مضى ، وكيف هو صانع { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا مـحمد بن عيسى أبو جعفر ، عن سفـيان بن عيـينة : وصلنا : بـيَّنا . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ } الـخبر ، خبر الدنـيا بخبر الآخرة ، حتـى كأنهم عاينوا الآخرة ، وشهدوها فـي الدنـيا ، بـما نريهم من الآيات فـي الدنـيا وأشبـاهها . وقرأ { إنَّ فِـي ذلكَ لآيَةً لِـمَنْ خافَ عَذَابَ الآخِرَةِ } وقال : إنا سوف ننـجزهم ما وعدناهم فـي الآخرة ، كما أنـجزنا للأنبـياء ما وعدناهم ، نقضي بـينهم وبـين قومهم . واختلف أهل التأويـل ، فـيـمن عنى بـالهاء والـميـم من قوله { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ } فقال بعضهم : عنى بهما قريشاً . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ } قال : قريش . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ } قال : لقريش . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله { ولَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } قال : يعنـي مـحمدا صلى الله عليه وسلم . وقال آخرون : عُنِـي بهما الـيهود . ذكر من قال ذلك : حدثنـي بشر بن آدم ، قال : ثنا عفـان بن مسلـم ، قال : ثنا حماد بن سلـمة ، قال : ثنا عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، عن رفعة القرظي ، قال : نزلت هذه الآية فـي عشرة أنا أحدهم { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . حدثنا ابن سنان ، قال : ثنا حيان ، قال : ثنا حماد ، عن عمرو ، عن يحيى بن جعدة ، عن عطية القُرَظِيّ قال : نزلت هذه الآية { وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَوْلَ لَعلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } حتـى بلغ { إنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِـمِينَ } فـي عشرة أنا أحدهم ، فكأن ابن عبـاس أراد بقوله : يعنـي مـحمداً : لعلهم يتذكرون عهد الله فـي مـحمد إلـيهم ، فـيقرّون بنبوّته ويصدّقونه . وقوله : { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ } يعنـي بذلك تعالـى ذكره قوما من أهل الكتاب آمنوا برسوله وصدّقوه ، فقال الذين آتـيناهم الكتاب من قبل هذا القرآن ، هم بهذا القرآن يؤمنون ، فـيقرّون أنه حقّ من عند الله ، ويكذّب جهلة الأميـين ، الذين لـم يأتهم من الله كتاب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله تعالـى { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ } قال : يعنـي من آمن بـمـحمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ … } إلـى قوله { لا نَبْتَغي الـجاهِلِـينَ } فـي مسلـمة أهل الكتاب . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، قوله { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ … } إلـى قوله { الـجاهِلِـينَ } قال : هم مُسْلِـمة أهل الكتاب . قال ابن جُرَيج : أحبرنـي عمرو بن دينار : أن يحيى بن جعدة أخبره ، عن علـيّ بن رفـاعة ، قال : خرج عشرة رَهْط من أهل الكتاب ، منهم أبو رِفـاعة ، يعنـي أبـاه ، إلـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا ، فأُوذوا ، فنزلت : { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ } قبل القرآن . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ } قال : كنا نـحدَّث أنها نزلت فـي أناس من أهل الكتاب كانوا علـى شريعة من الـحقّ ، يأخذون بها ، وينتهون إلـيها ، حتـى بعث الله مـحمداً صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا به ، وصدّقوا به ، فأعطاهم الله أجرهم مرتـين ، بصبرهم علـى الكتاب الأوّل ، واتبـاعهم مـحمداً صلى الله عليه وسلم ، وصبرهم علـى ذلك ، وذكر أن منهم سَلْـمان ، وعبد الله بن سَلاَم . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، فـي قوله : { الَّذِينَ آتَـيْناهُمُ الكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ … } إلـى قوله { مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِـمِينَ } ناس من أهل الكتاب آمنوا بـالتوراة والإنـجيـل ثم أدركوا مـحمداً صلى الله عليه وسلم ، فَآمنوا به ، فَأَتاهم الله أجرهم مرّتـين بـما صبروا : بإيـمانهم بـمـحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ، وبـاتبـاعهم إياه حين بعث ، فذلك قوله : { إنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِـمِينَ }