Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 55-55)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وإذا سمع هؤلاء القوم الذين آتـيناهم الكتاب اللغو ، وهو البـاطل من القول ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وَإذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أعمالُنا وَلَكُمْ أعمالُكُمْ ، سَلامٌ عَلَـيْكُمْ لا نَبْتَغِي الـجاهِلِـينَ } لا يجارون أهل الـجهل والبـاطل فـي بـاطلهم ، أتاهم من أمر الله ما وقذهم عن ذلك . وقال آخرون : عُنِـي بـاللغو فـي هذا الـموضع : ما كان أهل الكتاب ألـحقوه فـي كتاب الله ، مـما لـيس هو منه . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَإذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا … } . إلـى آخر الآية ، قال : هذه لأهل الكتاب ، إذا سمعوا اللغو الذي كتب القوم بأيديهم مع كتاب الله ، وقالوا : هو من عند الله ، إذا سمعه الذين أسلـموا ، ومرّوا به يتلونه ، أعرضوا عنه ، وكأنهم لـم يسمعوا ذلك قبل أن يؤمنوا بـالنبـيّ صلى الله عليه وسلم ، لأنهم كانوا مسلـمين علـى دين عيسى ، ألا ترى أنهم يقولون : { إنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِـمِينَ } وقال آخرون فـي ذلك بـما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن عيـينة ، عن منصور ، عن مـجاهد { وَإذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أعمالُنا وَلَكُمْ أعمالُكُمْ ، سَلامٌ عَلَـيْكُمْ } قال : نزلت فـي قوم كانوا مشركين فأسلـموا ، فكان قومهم يُؤْذونهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جويرية ، عن منصور ، عن مـجاهد ، قوله { وَإذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أعْرَضُوا عَنْهُ ، وَقالُوا لَنا أعمالُنا وَلَكُمْ أعمالُكُمْ } قال : كان ناس من أهل الكتاب أَسْلَـموا ، فكان الـمشركون يؤذونهم ، فكانوا يصفحون عنهم ، يقولون : { سَلامٌ عَلَـيْكُمْ لا نَبْتَغِي الـجاهِلِـينَ } . وقوله : { أعْرَضُوا عَنْهُ } يقول : لـم يصغوا إلـيه ولـم يستـمعوه { وَقالُوا لَنا أعمالُنا وَلَكُمْ أعمالُكُمْ } وهذا يدلّ علـى أن اللغو الذي ذكره الله فـي هذا الـموضع ، إنـما هو ما قاله مـجاهد ، من أنه سماع القوم مـمن يؤذيهم بـالقول ما يكرهون منه فـي أنفسهم ، وأنهم أجابوهم بـالـجميـل من القول { لَنا أعمالُنا } قد رضينا بها لأنفسنا ، { وَلَكُمْ أعمالُكُمْ } قد رضيتـم بها لأنفسكم . وقوله : { سَلامٌ عَلَـيْكُمْ } يقول : أَمَنة لكم منا أن نُسابَّكم ، أو تسمعوا منا ما لا تـحبون { لا نَبْتَغي الـجاهِلِـينَ } يقول : لا نريد مـحاورة أهل الـجهل ومسابتهم .