Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 74-75)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي تعالـى ذكره : ويوم ينادي ربك يا مـحمد هؤلاء الـمشركين فـيقول لهم : { أيْنَ شُرَكائيَ الَّذِينَ كُنْتُـمْ تَزْعُمُونَ } أيها القوم فـي الدنـيا أنهم شركائي . وقوله : { وَنَزَعْنا مِنْ كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } وأحضرنا من كلّ جماعة شهيدها وهو نبـيها الذي يشهد علـيها بـما أجابته أمته فـيـما أتاهم به عن الله من الرسالة . وقـيـل : ونزعنا من قوله : نزع فلان بحجة كذا ، بـمعنى : أحضرها وأخرجها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله : { وَنَزَعْنا مِنْ كُل أُمَّةٍ شَهيداً } وشهيدُها : نبـيها ، يشهد علـيها أنه قد بَلَّغ رسالة ربه . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد قوله : { وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةِ شَهِيداً } قال : رسولاً . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، بنـحوه . وقوله : { فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ } يقول : فقلنا لأمة كلّ نبـيّ منهم التـي ردّت نصيحته ، وكذّبت بـما جاءها به من عند ربهم ، إذ شهد نبـيها علـيها بإبلاغه إياها رسالة الله : { هاتُوا بِرْهانَكُمْ } يقول : فقال لهم : هاتوا حجتكم علـى إشراككم بـالله ما كنتـم تشركون مع إعذار الله إلـيكم بـالرسل وإقامته علـيكم بـالـحجج . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ } أي بـينتكم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ } قال : حجتكم لـما كنتـم تعبدون وتقولون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد { فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ } قال : حجتكم بـما كنتـم تعبدون . وقوله : { فَعَلِـمُوا أنَّ الـحَقَّ لِلّهِ } يقول : فعلـموا حينئذٍ أن الـحجة البـالغة لله علـيهم ، وأن الـحقّ لله ، والصدق خبره ، فأيقنوا بعذاب من الله لهم دائم { وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ } يقول : واضمـحلّ فذهب الذي كانوا يُشركون بـالله فـي الدنـيا ، وما كانوا يتـخرّصون ، ويكذبون علـى ربّهم ، فلـم ينفعهم هنالك بل ضرّهم وأصلاهم نار جهنـم .