Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 56-56)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره للـمؤمنـين به من عبـاده : يا عبـادي الذين وحَّدونـي وآمنوا بـي وبرسولـي مـحمد صلى الله عليه وسلم { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } . واختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي أريد من الـخبر عن سعة الأرض ، فقال بعضهم : أريد بذلك أنها لـم تضق علـيكم فتقـيـموا بـموضع منها لا يحلّ لكم الـمُقام فـيه ، ولكن إذا عمل بـمكان منها بـمعاصي الله فلـم تقدروا علـى تغيـيره ، فـاهرُبوا منه . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن بشار ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبـير ، فـي قوله : { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } قال : إذا عمِل فـيها بـالـمعاصي ، فـاخرج منها . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن إسماعيـل بن أبـي خالد ، عن سعيد بن جُبَـير ، فـي قوله { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } قال : إذا عمل فـيها بـالـمعاصي ، فـاخرج منها . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن لـيث ، عن رجل ، عن سعيد بن جُبَـير ، قال : اهرُبوا فإن أرضي واسعة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، قال : إذا أمِرتـم بـالـمعاصي فـاهرُبوا ، فإن أرضي واسعة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا شريك ، عن منصور ، عن عطاء { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } قال : مـجانبة أهل الـمعاصي . حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } ، فهاجروا وجاهدوا . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله { يا عِبـادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ أرضِي وَاسِعَةٌ فإيَّايَ فـاعْبُدُونِ } فقلت : يريد بهذا من كان بـمكة من الـمؤمنـين ، فقال : نعم . وقال آخرون : معنى ذلك : إن ما أخرج من أرضي لكم من الرزق واسع لكم . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن عرفة ، قال : ثنـي زيد بن الـحبـاب ، عن شدّاد بن سعيد بن مالك أبـي طلـحة الراسبـي عن غَيْلان بن جرير الـمِعْولـي ، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير العامري ، فـي قول الله : { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } : قال : إن رزقـي لكم واسع . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا زيد بن حبـاب ، عن شدّاد ، عن غَيلان بن جرير ، عن مُطَرِّف بن الشِّخِّير { إنَّ أرْضِي وَاسِعَةٌ } قال : رزقـي لكم واسع . وأولـى القولـين بتأويـل الآية قول من قال : معنى ذلك : إن أرضي واسعة ، فـاهربوا مـمن منعكم من العمل بطاعتـي لدلالة قوله { فإيَّايَ فـاعْبُدُونِ } علـى ذلك ، وأن ذلك هو أظهر معنـيـيه ، وذلك أن الأرض إذا وصفها بِسعَة ، فـالغالب من وصفه إياها بذلك ، أنها لا تضيق جميعها علـى من ضاق علـيه منها موضع ، لا أنه وصفها بكثرة الـخير والـخصب . وقوله : { فإيَّايَ فـاعْبُدُونِ } يقول : فأخـلِصوا إلـى عبـادتكم وطاعتكم ، ولا تطيعوا فـي معصيتـي أحداً من خلفى …