Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 140-140)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف القراء فـي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء أهل الـحجاز والـمدينة والبصرة : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ } كلاهما بفتـح القاف ، بـمعنى : إن يـمسسكم القتل والـجراح يا معشر أصحاب مـحمد ، فقد مسّ القوم من أعدائكم من الـمشركين قرح قتل وجراح مثله . وقرأ عامة قراء الكوفة : « إنْ يَـمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ » . وأولـى القراءتـين بـالصواب ، قراءة من قرأ : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } بفتـح القاف فـي الـحرفـين لإجماع أهل التأويـل علـى أن معناه القتل والـجراح ، فذلك يدلّ علـى أن القراءة هي الفتـح . وكان بعض أهل العربـية يزعم أن القَرْح والقُرْح لغتان بـمعنى واحد ، والـمعروف عند أهل العلـم بكلام العرب ما قلنا . ذكر من قال : إن القرح الـجراح والقتل : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد فـي قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } قال : جراح وقتل . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي مـحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو بكر الـحنفـي ، عن عبـاد ، عن الـحسن ، فـي قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } قال : إن يقتلوا منكم يوم أُحد ، فقد قتلتـم منهم يوم بدر . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ } . والقرح : الـجراحة ، وذاكم يوم أُحد ، فشا فـي أصحاب نبـي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والـجراحة ، فأخبرهم الله عزّ وجلّ أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل الذي أصابكم ، وأن الذي أصابكم عقوبة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع فـي قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } قال : ذلك يوم أُحد ، فشا فـي الـمسلـمين الـجراح ، وفشا فـيهم القتل ، فذلك قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } يقول : إن كان أصابكم قرح فقد أصاب عدوكم مثله ، يعزّي أصحاب مـحمد صلى الله عليه وسلم ويحثهم علـى القتال . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } والقرح : هي الـجراحات . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ } أي جراح ، { فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } : أي جراح مثلها . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا حفص بن عمر ، قال : ثنا الـحكم بن أبـان ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : نام الـمسلـمون وبهم الكلوم يعنـي يوم أُحد قال عكرمة : وفـيهم أنزلت : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } وفـيهم أنزلت : { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ } [ النساء : 104 ] . وأما تأويـل قوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ } فإنه : إن يصبكم . كما : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنا عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس : { إِن يَمْسَسْكُمْ } : إن يصبكم . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَتِلْكَ ٱلأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } . يعنـي تعالـى ذكره بقوله : { وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } أيام بدر وأُحد ، ويعنـي بقوله : { نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } : نـجعلها دولاً بـين الناس مصرفة ، ويعنـي بـالناس : الـمسلـمين والـمشركين . وذلك أن الله عزّ وجلّ أدال الـمسلـمين من الـمشركين ببدر ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين ، وأدال الـمشركين من الـمسلـمين بـأُحد ، فقتلوا منهم سبعين سوى من جرحوا منهم ، يقال منه : أدال الله فلاناً من فلان فهو يديـله منه إدالة إذا ظفر به فـانتصر منه مـما كان نال منه الـمدال منه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سنان ، قال : ثنا أبو بكر الـحنفـي ، عن عبـاد ، عن الـحسن : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } قال : جعل الله الأيام دولاً ، أدال الكفـار يوم أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } : إنه والله لولا الدول ما أوذي الـمؤمنون ، ولكن قد يدال للكافر من الـمؤمن ، ويبتلـى الـمؤمن بـالكافر لـيعلـم الله من يطيعه مـمن يعصيه ويعلـم الصادق من الكاذب . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع ، قوله : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } فأظهر الله عزّ وجلّ نبـيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه علـى الـمشركين يوم بدر ، وأظهر علـيهم عدوّهم يوم أُحد . وقد يدال الكافر من الـمؤمن ، ويبتلـى الـمؤمن بـالكافر ، لـيعلـم الله من يطيعه مـمن يعصيه ويعلـم الصادق من الكاذب ، وأما من ابتلـي منهم من الـمسلـمين يوم أُحد ، فكان عقوبة بـمعصيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } : يوماً لكم ، ويوماً علـيكم . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج : قال ابن عبـاس : { نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } قال : أدال الـمشركين علـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم يوم أُحد . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس قوله : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } فإنه كان يوم أُحد بـيوم بدر ، قتل الـمؤمنون يوم أُحد ، اتـخذ الله منهم شهداء ، وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الـمشركين ، فجعل له الدولة علـيهم . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا حفص بن عمر ، قال : ثنا الـحكم بن أبـان ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : لـما كان قتال أُحد ، وأصاب الـمسلـمين ما أصاب ، صعد النبـيّ صلى الله عليه وسلم الـجبل ، فجاء أبو سفـيان ، فقال : يا مـحمد ، يا مـحمد ، ألا تـخرج ، ألا تـخرج ؟ الـحرب سجال ، يوم لنا ، ويوم لكم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « أَجِيبُوه ! » فقالوا : لا سواء لا سواء ، قتلانا فـي الـجنة ، وقتلاكم فـي النار . فقال أبو سفـيان : لنا عزّى ، ولا عزّى لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قُولُوا : اللَّهُ مَوْلانا وَلا مَوْلَـى لَكُمْ " فقال أبو سفـيان : اعل هبل ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " قُولُوا : اللَّهُ أعلَـى وأجَلُّ " فقال أبو سفـيان : موعدكم وموعدنا بدر الصغرى . قال عكرمة : وفـيهم أنزلت : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : ثنا ابن المبارك . عن ابن جريج . عن ابن عباس ، في قوله : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } : فإنه أدال على النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } : أي نصرفها للناس بالبلاء والتـمـحيص . حدثنـي إبراهيـم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب الـحجبـي ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن ابن عون ، عن مـحمد فـي قول الله : { وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ } قال : يعنـي الأمراء . القول فـي تأويـل قوله تعالـى : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } . يعنـي بذلك تعالـى ذكره : ولـيعلـم الله الذين آمنوا ويتـخذ منكم شهداء نداولها بـين الناس . ولو لـم يكن فـي الكلام واو لكان قوله : « لـيعلـم » متصلاً بـما قبله ، وكان : وتلك الأيام نداولها بـين الناس لـيعلـم الله الذين آمنوا . ولكن لـما دخـلت الواو فـيه آذنت بأن الكلام متصل بـما قبلها ، وأن بعدها خبراً مطلوبـاً للام التـي فـي قوله : « ولـيعلـم » ، متعلقة به . فإن قال قائل : وكيف قـيـل : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } معرفة ، وأنت لا تستـجيز فـي الكلام : قد سألت فعلـمت عبد الله ، وأنت تريد : علـمت شخصه ، إلا أن تريد : علـمت صفته وما هو ؟ قـيـل : إن ذلك إنـما جاز مع الذين ، لأن فـي « الذين » تأويـل « مَنْ » و « أيّ » ، وكذلك جائز مثله فـي الألف واللام ، كما قال تعالـى ذكره : { فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ } لأن فـي الألف واللام من تأويـل « أيّ » ، و « من » مثل الذي فـي « الذي » . ولو جعل مع الاسم الـمعرفة اسم فـيه دلالة علـى « أيّ » جاز ، كما يقال : سألت لأعلـم عبد الله من عمرو ، ويراد بذلك : لأعرف هذا من هذا . فتأويـل الكلام : ولـيعلـم الله الذين آمنوا منكم أيها القوم من الذين نافقوا منكم ، نداول بـين الناس ، فـاستغنى بقوله : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِّنكُمْ } عن ذكر قوله : { مِنَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } لدلالة الكلام علـيه ، إذ كان فـي قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُوا } تأويـل « أيّ » علـى ما وصفنا . فكأنه قـيـل : ولـيعلـم الله أيكم الـمؤمن ، كما قال جل ثناؤه : { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ } [ الكهف : 12 ] غير أن الألف واللام والذي ومِن ، إذا وضعت مع العلـم موضع أيّ نصبت بوقوع العلـم علـيه ، كما قـيـل : ولـيعلـمنّ الكاذبـين ، فأما « أيّ » فإنها ترفع . وأما قوله : { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } فإنه يعنـي : ولـيعلـم الله الذين آمنوا ، ولـيتـخذ منكم شهداء : أي لـيكرم منكم بـالشهادة من أراد أن يكرمه بها . والشهداء جمع شهيد كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } أي لـيـميز بـين الـمؤمنـين والـمنافقـين ، ولـيكرم من أكرم من أهل الإيـمان بـالشهادة . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن الـمبـارك قراءة علـى ابن جريج فـي قوله : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } قال : فإن الـمسلـمين كانوا يسألون ربهم : ربنا أرنا يوماً كيوم بدر ، نقاتل فـيه الـمشركين ، ونُبْلـيكَ فـيه خيراً ، ونلتـمس فـيه الشهادة ! فلقوا الـمشركين يوم أُحد ، فـاتـخذ منهم شهداء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } فكرّم الله أولـياءه بـالشهادة بأيدي عدوّهم ، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } قال : قال ابن عبـاس : كانوا يسألون الشهادة ، فلقوا الـمشركين يوم أُحد ، فـاتـخذ منهم شهداء . حدثت عن الـحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبـا معاذ ، قال : أخبرنا عبـيد بن سلـيـمان ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء } كان الـمسلـمون يسألون ربهم أن يريهم يوماً كيوم بدر ، يبلون فـيه خيراً ، ويرزقون فـيه الشهادة ، ويرزقون الـجنة والـحياة والرزق . فلقـي الـمسلـمون يوم أُحد فـاتـخذ الله منهم شهداء ، وهم الذين ذكرهم الله عزّ وجلّ ، فقال : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ } … الآية . وأما قوله : { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } فإنه يعنـي به : الذين ظلـموا أنفسهم بـمعصيتهم ربهم . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } : أي الـمنافقـين الذي يظهرون بألسنتهم الطاعة ، وقلوبهم مصرّة علـى الـمعصية .