Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 162-162)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : أفمن اتبع رضوان الله فـي ترك الغلول كمن بـاء بسخط من الله بغلوله ما غلّ . ذكر من قال ذلك : حدثنا الـحسن بن يحيـى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيـينة ، عن طريف ، عن الضحاك فـي قوله : { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ } قال : من لـم يغلّ . { كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ ٱللَّهِ } : كمن غلّ . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثني سفـيان بن عيـينة ، عن مطرف بن مطرف ، عن الضحاك قوله : { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ } قال : من أدّى الخمس . { كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ ٱللَّهِ } : فـاستوجب سخطاً من الله . وقال آخرون فـي ذلك بـما : حدثنـي به ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ } علـى ما أحبّ الناس وسخطوا ، { كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ ٱللَّهِ } لرضا الناس وسخطهم ؟ يقول : أفمن كان علـى طاعتـي ، فثوابه الـجنة ورضوان من ربه ، كمن بـاء بسخط من الله ، فـاستوجب غضبه ، وكان مأواه جهنـم وبئس الـمصير ؟ أسوأ الـمثلان ؟ أي فـاعرفوا . وأولـى التأولـين بتأويـل الآية عندي ، قول الضحاك بن مزاحم لأن ذلك عقـيب وعيد الله علـى الغلول ونهيه عبـاده عنه ، ثم قال لهم بعد نهيه عن ذلك ووعيده ، أسواء الـمطيع لله فـيـما أمره ونهاه ، والعاصي له فـي ذلك : أي أنهما لا يستويان ولا تستوي حالتاهما عنده ، لأن لـمن أطاع الله فـيـما أمره ونهاه : الـجنة ، ولـمن عصاه فـيـما أمره ونهاه : النار . فمعنى قوله : { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوٰنَ ٱللَّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ ٱللَّهِ } إذاً : أفمن ترك الغلول وما نهاه الله عنه عن معاصيه وعمل بطاعة الله فـي تركه ذلك وفـي غيره مـما أمره به ونهاه من فرائضه ، متبعاً فـي كل ذلك رضا الله ، ومـجتنباً سخطه ، { كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مّنَ ٱللَّهِ } يعنـي : كمن انصرف متـحملاً سخط الله وغضبه ، فـاستـحقّ بذلك سكنى جهنـم ، يقول : لـيسا سواء . وأما قوله : { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } فإنه يعنـي : وبئس الـمصير الذي يصير إلـيه ويؤوب إلـيه من بـاء بسخط من الله جهنـم .