Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 177-177)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي بذلك جلّ ثناؤه : الـمنافقـين الذين تقدم إلـى نبـيه صلى الله عليه وسلم فـيهم ، أن لا يحزنه مسارعتهم إلـى الكفر ، فقال لنبـيه صلى الله عليه وسلم : إن هؤلاء الذين ابتاعوا الكفر بإيـمانهم ، فـارتدّوا عن إيـمانهم بعد دخولهم فـيه ، ورضوا بـالكفر بـالله وبرسوله ، عوضاً من الإيـمان ، لن يضرّوا الله بكفرهم وارتدادهم ، عن إيـمانهم شيئاً ، بل إنـما يضرّون بذلك أنفسهم بإيجابهم بذلك لها من عقاب الله ما لا قبل لها به . وإنـما حثّ الله جلّ ثناؤه بهذه الآيات من قوله : { وَمَا أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 166 ] إلـى هذه الآية عبـاده الـمؤمنـين علـى إخلاص الـيقـين ، والانقطاع إلـيه فـي أمورهم ، والرضا به ناصراً وحده دون غيره من سائر خـلقه ، ورغب بها فـي جهاد أعدائه وأعداء دينه ، وشجع بها قلوبهم ، وأعلـمهم أن من ولـيه بنصره فلن يخذل ولو اجتـمع علـيه جميع من خالفه وحاده ، وأن من خذله فلن ينصره ناصر ينفعه نصره ولو كثرت أعوانه أو نصراؤه . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإيمَـٰنِ } : أي الـمنافقـين { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } : أي موجع . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قال : هم الـمنافقون .