Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 24-24)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعنـي جل ثناؤه بقوله : { بِأَنَّهُمْ قَالُوا } بأن هؤلاء الذين دعوا إلـى كتاب الله لـيحكم بـينهم بـالـحقّ فـيـما نازعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنـما أبوا الإجابة فـي حكم التوراة ، وما فـيها من الـحقّ من أجل قولهم : { لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُوداتٍ } وهي أربعون يوماً ، وهنّ الأيام التـي عبدوا فـيها العجل ، ثم يخرجنا منها ربنا . اغتراراً منهم بـما كانوا يفترون ، يعنـي بـما كانوا يختلقون من الأكاذيب والأبـاطيـل فـي ادّعائهم أنهم أبناء الله وأحبـاؤه ، وأن الله قد وعد أبـاهم يعقوب أن لا يدخـل أحداً من ولده النار إلا تَـحِلّة القسم . فأكذبهم الله علـى ذلك كله من أقوالهم ، وأخبر نبـيه مـحمدا صلى الله عليه وسلم أنهم هم أهل النار ، هم فـيها خالدون ، دون الـمؤمنـين بـالله ورسله وما جاءوا به من عنده . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ } قالوا : لن تـمسنا النار إلا تـحلة القسم التـي نصبنا فـيها العجل ، ثم ينقطع القسم والعذاب عنا . قال الله عزّ وجلّ : { وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي قالوا : نـحن أبناء الله وأحبـاؤه . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن أبـي جعفر ، عن أبـيه ، عن الربـيع فـي قوله : { ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَّعْدُوداتٍ } … الآية ، قال : قالوا : لن نعذّب فـي النار إلا أربعين يوماً . قال : يعنـي الـيهود . قال : وقال قتادة مثله ، وقال : هي الأيام التـي نصبوا فـيها العجل . يقول الله عزّ وجلّ : { وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } حين قالوا : { نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُه } . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قال مـجاهد : قوله : { وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } قال : غرّهم قولهم : { لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَّعْدُوداتٍ } .