Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 25-25)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني بقوله جلّ ثناؤه : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَـاهُمْ } فأيّ حال يكون حال هؤلاء القوم الذين قالوا هذا القول ، وفعلوا ما فعلوا من إعراضهم عن كتاب الله واغترارهم بربهم ، وافترائهم الكذب . وذلك من الله عزّ وجلّ وعيد لهم شديد ، وتهديد غلـيظ . وإنـما يعنـي بقوله : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَـاهُمْ } … الآية : فما أعظم ما يـلقون من عقوبة الله وتنكيـله بهم إذا جمعهم لـيوم يوفـى كل عامل جزاء عمله علـى قدر استـحقاقه غير مظلوم فـيه ، لأنه لا يعاقب فـيه إلا علـى ما اجترم ، ولا يؤاخذ إلا بـما عمل ، يجزي الـمـحسن بإحسانه ، والـمسيء بإساءته ، لا يخاف أحد من خـلقه يومئذ ظلـماً ولا هضماً . فإن قال قائل : وكيف قـيـل : { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَـاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } ولـم يقل : فـي يوم لا ريب فـيه ؟ قـيـل : لـمخالفة معنى اللام فـي هذا الـموضع معنى فـي ، وذلك أنه لو كان مكان اللام « فـي » لكان معنى الكلام : فكيف إذا جمعناهم فـي يوم القـيامة ماذا يكون لهم من العذاب والعقاب ، ولـيس ذلك الـمعنى فـي دخول اللام ، ولكن معناه مع اللام ، فكيف إذا جمعناهم لـما يحدث فـي يوم لا ريب فـيه ، ولـما يكون فـي ذلك الـيوم من فصل الله القضاء بـين خـلقه ، ماذا لهم حينئذ من العقاب وألـيـم العذاب ؟ فمع اللام فـي : { لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } نـية فعل وخبر مطلوب قد ترك ذكره ، أجزأت دلالة دخول اللام فـي الـيوم علـيه منه ، ولـيس ذلك مع « فـي » فلذلك اختـيرت اللام فأدخـلت فـي « لـيوم » دون « فـي » . وأما تأويـل قوله : { لاَ رَيْبَ فِيهِ } فإنه لا شكّ فـي مـجيئه ، وقد دللنا علـى أنه كذلك بـالأدلة الكافـية ، مع ذكر من قال ذلك فـي تأويـله فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته . وعنى بقوله : { وَوُفّيَتْ } ووفـى الله { كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } يعنـي ما عملت من خير وشرّ ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } يعنـي أنه لا يبخس الـمـحسن جزاء إحسانه ، ولا يعاقب مسيئاً بغير جرمه .