Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 40-40)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره للـمشركين به ، معرّفهم قبح فعلهم ، وخبث صنـيعهم : الله أيها القوم الذي لا تصلـح العبـادة إلاَّ له ، ولا ينبغي أن تكون لغيره ، هو الذي خـلقكم ولـم تكونوا شيئاً ، ثم رزقكم وخوّلكم ، ولـم تكونوا تـملكون قبل ذلك ، ثم هو يـميتكم من بعد أن خـلقكم أحياء ، ثم يحيـيكم من بعد مـماتكم لبعث القـيامة ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { اللّهُ الَّذِي خَـلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُـمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِـيكُمْ } للبعث بعد الـموت . وقوله : { هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ } يقول تعالـى ذكره : هل من آلهتكم وأوثانكم التـي تـجعلونهم لله فـي عبـادتكم إياه شركاء من يفعل من ذلكم من شيء ، فـيخـلق أو يرزق ، أو يـميت ، أو ينشر وهذا من الله تقريع لهؤلاء الـمشركين . وإنـما معنى الكلام أن شركاءهم لا تفعل شيئاً من ذلك ، فكيف يُعبد من دون الله من لا يفعل شيئاً من ذلك ؟ ثم برأ نفسه تعالـى ذكره عن الفرية التـي افتراها هؤلاء الـمشركون علـيه بزعمهم أن آلهتهم له شركاء ، فقال جلّ ثناؤه { سبحانه } أي تنزيهاً لله وتبرئة { وَتَعالـى } يقول : وعلوّاً له { عَمَّا يُشْرِكُونَ } يقول : عن شرك هؤلاء الـمشركين به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ } لا والله { سُبْحانَهُ وَتَعالـى عَمَّا يُشْرِكُونَ } يسبح نفسه إذ قـيـل علـيه البهتان .