Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ومن حكمته أنه { خَـلَقَ السَّمَوَاتِ } السبع { بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } . وقد ذكرت فـيـما مضى اختلاف أهل التأويـل فـي معنى قوله { بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } وبـيَّنا الصواب من القول فـي ذلك عندنا . وقد : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا معاذ بن معاذ ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس { بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } قال : لعلها بعمد لا ترونها . وقال : ثنا العلاء بن عبد الـجبـار ، عن هماد بن سلـمة ، عن حميد ، عن الـحسن بن مسلـم ، عن مـجاهد ، قال : إنها بعمد لا ترونها . قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : لعلها بعمد لا ترونها . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد ، عن سماك ، عن عكرمة فـي هذا الـحرف { خَـلَقَ السَّمَوَاتِ بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } قال : ترونها بغير عمد ، وهي بَعمد . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { خَـلَقَ السَّمَوَاتِ بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها } قال : قال الـحسن وقتادة : إنها بغير عمد ترونها ، لـيس لها عمد . وقال ابن عبـاس { بغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا } قال : لها عمد لا ترونها . وقوله : { وألْقَـى فِـي الأرْضِ رَوَاسِيَ أنْ تَـمِيدَ بِكُمْ } يقول : وجعل علـى ظهر الأرض رواسي ، وهي ثوابت الـجبـال { أن تـميد بكم } أن لا تـميد بكم . يقول : أن لا تضطرب بكم ، ولا تتـحرّك يـمنة ولا يسرة ، ولكن تستقرّ بكم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { وألْقَـى فِـي الأرْضِ رَوَاسِي } : أي جبـالاً { أنْ تَـمِيدَ بِكُمْ } أثبتها بـالـجبـال ، ولولا ذلك ما أقرّت علـيها خـلقاً ، وذلك كما قال الراجز : @ والـمُهْرُ يَأْبَى أنْ يَزَالَ مُلَهَّبـا @@ بـمعنى : لا يزال . وقوله : { وَبَثَّ فِـيها مِنْ كُلّ دَابَّةٍ } يقول : وفرّق فـي الأرض من كلّ أنواع الدوابّ . وقـيـل الدوابّ اسم لكلّ ما أكل وشرب ، وهو عندي لكلّ ما دبّ علـى الأرض . وقوله : { وأنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً ، فأنْبَتْنا فِـيها مِنْ كُلّ زَوْجٍ كَرِيـمٍ } يقول تعالـى ذكره : وأنزلنا من السماء مطراً ، فأنبتنا بذلك الـمطر فـي الأرض من كلّ زوج ، يعنـي : من كل نوع من النبـات كريـم ، وهو الـحسن النِّبتة ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { مِنْ كُلّ زَوْجٍ كَرِيـمٍ } : أي حسن .