Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 12-12)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ولقد آتـينا لقمان الفقه فـي الدين ، والعقل ، والإصابة فـي القول . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمان الـحِكْمَةَ } قال : الفقه والعقل والإصابة فـي القول من غير نُبوّة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمانَ الـحِكْمَةَ } أي الفقه فـي الإسلام . قال قَتادة : ولـم يكن نبـياً ، ولـم يُوح إلـيه . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا هشيـم ، قال : أخبرنا يونس ، عن مـجاهد ، فـي قوله { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمانَ الـحِكْمَةَ } قال : الـحكمة : الصواب . وقال غير أبـي بشر : الصواب فـي غير النبوّة . حدثنا ابن الـمثنى ، ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الـحكم ، عن مـجاهد ، أنه قال : كان لقمان رجلاً صالـحاً ، ولـم يكن نبـياً . حدثنـي نصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ وابن حميد ، قالا : ثنا حَكّام ، عن سعيد الزبـيديّ ، عن مـجاهد ، قال : كان لقمان الـحكيـم عبداً حبشياً ، غلـيظ الشفتـين ، مصفح القدمين ، قاضياً علـى بنـي إسرائيـل . حدثنـي عيسى بن عثمان بن عيسى الرملـيّ ، قال : ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش ، عن مـجاهد ، قال : كان لقمان عبداً أسود ، عظيـم الشفتـين ، مُشقَّق القدمين . حدثنـي عبـاس بن مـحمد ، قال : ثنا خالد بن مخـلد ، قال : ثنا سلـيـمان بن بلال ، قال : ثنـي يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن الـمسيب يقول : كان لقمان الـحكيـم أسود من سودان مصر . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن أشعث ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، قال : كان لقمان عبداً حبشياً . حدثنا العبـاس بن الولـيد ، قال : أخبرنا أبـي ، قال : ثنا الأوزاعيّ ، قال : ثنا عبد الرحمن بن حَرْملة ، قال : جاء أسود إلـى سعيد بن الـمسيب يسأل ، فقال له سعيد : لا تـحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان : بِلال ، ومهجِّع مولـى عمر بن الـخطاب ، ولُقمان الـحكيـم ، كان أسود نوبـياً ذا مشافر . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن أبـي الأشهب ، عن خالد الرَّبَعِيّ ، قال : كان لقمان عبداً حبشياً نـجاراً ، فقال له مولاه : اذبح لنا هذه الشاة ، فذبحها . قال : أخرج أطيب مُضْغَتـين فـيها ، فأخرج اللسان والقلب . ثم مكث ما شاء الله ، ثم قال : اذبح لنا هذه الشاة ، فذبحها . فقال : أخرج أخبث مضغتـين فـيها ، فأخرج اللسان والقلب ، فقال له مولاه : أمرتك أن تـخرج أطيب مضغتـين فـيها فأخرجتهما ، وأمرتك أن تـخرج أخبث مضغتـين فـيها فأخرجتهما فقال له لقمان : إنه لـيس من شيء أطيب منهما إذا طابـا ، ولا أخبث منهما إذا خَبثا . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الـحكم ، قال : ثنا عمرو بن قـيس ، قال : كان لقمان عبداً أسود ، غلـيظ الشفتـين ، مصفح القدمين ، فأتاه رجل ، وهو فـي مـجلس أناس يحدّثهم ، فقال له : ألست الذي كنت ترعى معي الغنـم فـي مكان كذا وكذا ؟ قال : نعم ، قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الـحديث ، والصمت عما لا يعنـينـي . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن رجل ، عن مـجاهد { وَلَقَدْ آتَـيْنا لُقْمانَ الـحِكْمَةَ } قال : القرآن . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قال : الـحكمة : الأمانة . وقال آخرون : كان نبـياً . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنـي أبـي ، عن إسرائيـل ، عن جابر ، عن عكرمة ، قال : كان لقمان نبـيا . وقوله : { أنِ اشْكُرْ لِلّهِ } : يقول تعالـى ذكره : ولقد آتـينا لقمان الـحكمة ، أن احمد الله علـى ما آتاك من فضله وجعل قوله { أنِ اشْكُرْ } ترجمة عن الـحكمة ، لأن من الـحكمة التـي كان أوتـيها ، كان شكره الله علـى ما آتاه . وقوله : { وَمَنْ يَشْكُرْ فإنَّـمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } يقول : ومن يشكر الله علـى نعمه عنده فإنـما يشكر لنفسه ، لأن الله يُجزل له علـى شكره إياه الثواب ، وينقذه به من الهلكة . { وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللّهَ غَنِـيٌّ حَمِيدٌ } يقول : ومن كفر نعمة الله علـيه ، إلـى نفسه أساء ، لأن الله معاقبُه علـى كفرانه إياه ، والله غنـيّ عن شكره إياه علـى نعمه ، لا حاجة به إلـيه ، لأن شكره إياه لا يزيد فـي سلطانه ، ولا ينقص كفرانه إياه مِن ملكه . ويعنـي بقوله { حَمِيدٌ } مـحمود علـى كلّ حال ، له الـحمد علـى نعمه ، كفر العبد نعمته أو شكره علـيها وهو مصروف من مفعول إلـى فَعِيـل .