Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : الله هو الذي يدبر الأمر من أمر خـلقه من السماء إلـى الأرض ، ثم يعرُج إلـيه . واختلف أهل التأويـل فـي الـمعنـيّ بقوله { ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدُّونَ } فقال بعضهم : معناه : أن الأمر ينزل من السماء إلـى الأرض ، ويصعد من الأرض إلـى السماء فـي يوم واحد ، وقدر ذلك ألف سنة مـما تعدّون من أيام الدنـيا ، لأن ما بـين الأرض إلـى السماء خمس مئة عام ، وما بـين السماء إلـى الأرض مثل ذلك ، فذلك ألف سنة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عمرو بن معروف ، عن لـيث ، عن مـجاهد { فِـي يَوْمٍ كان مقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ } يعنـي بذلك نزول الأمر من السماء إلـى الأرض ، ومن الأرض إلـى السماء فـي يوم واحد ، وذلك مقداره ألف سنة ، لأن ما بـين السماء إلـى الأرض مسيرة خمس مئة عام . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قَتادة { يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إلـى الأرْض ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ } من أيامكم { كانَ مِقْدارُهُ ألْفَ سنة مِـمَّا تَعُدُّونَ } يقول : مقدار مسيره فـي ذلك الـيوم ألف سنة مـما تعدّون من أيامكم من أيام الدنـيا خمس مئة سنة نزوله ، وخمس مئة صعوده فذلك ألف سنة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن جُوَيبر ، عن الضحاك { ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدُّونَ } قال : تعرج الـملائكة إلـى السماء ، ثم تنزل فـي يوم من أيامكم هذه ، وهو مسيرة ألف سنة . قال : ثنا أبـي ، عن سفـيان ، عن سماك ، عن عكرمة { ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدُّونَ } قال : من أيام الدنـيا . حدثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن أبـي الـحارث ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّماءِ إلـى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ } من أيامكم هذه ، مسيرة ما بـين السماء إلـى الأرض خمس مئة عام . وذكر عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة قال : تنـحدر الأمور وتصعد من السماء إلـى الأرض فـي يوم واحد ، مقداره ألف سنة ، خمس مئة حتـى ينزل ، وخمس مئة حتـى يعرُج . وقال آخرون : بل معنى ذلك : يدبر الأمر من السماء إلـى الأرض ، ثم يعرج إلـيه فـي يوم من الأيام الستة التـي خـلق الله فـيهنّ الـخـلق ، كان مقدار ذلك الـيوم ألف سنة مـما تعدّون من أيامكم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس { ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدُّونَ } قال : ذلك مقدار الـمسير قوله { كألف سنة مـما تعدّون } ، قال : خـلق السموات والأرض فـي ستة أيام ، وكلّ يوم من هذه كألف سنة مـما تعدّون أنتـم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبـي ، عن إسرائيـل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبـاس { فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدونَ } قال : الستة الأيام التـي خـلق الله فـيها السموات والأرض . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله { فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدونَ } يعنـي هذا الـيوم من الأيام الستة التـي خـلق الله فـيهنّ السموات والأرض وما بـينهما . وقال آخرون : بل معنى ذلك : يدبر الأمر من السماء إلـى الأرض بـالـملائكة ، ثم تعرج إلـيه الـملائكة ، فـي يَوْمٍ كان مقداره ألف سنة من أيام الدنـيا . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله { ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ } قال : هذا فـي الدنـيا تعرج الـملائكة إلـيه فـي يوم كان مقداره ألف سنة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا غندر ، عن شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة { فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ } قال : ما بـين السماء والأرض مسيرة ألف سنة مـما تعدّون من أيام الآخرة . حدثنا ابن الـمثنى ، قال : ثنا مـحمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة أنه قال فـي هذه الآية : { يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِـمَّا تَعُدُّونَ } قال : ما بـين السماء والأرض مسيرة ألف سنة . وقال آخرون : بل معنى ذلك : يدبر الأمر من السماء إلـى الأرض فـي يوم كان مقدار ذلك التدبـير ألف سنة مـما تعدّون من أيام الدنـيا ، ثم يعرج إلـيه ذلك التدبـير الذي دبره . ذكر من قال ذلك : ذُكر عن حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، أنه قال : يقضي أمر كل شيء ألف سنة إلـى الـملائكة ثم كذلك حتـى تـمضي ألف سنة ، ثم يقضي أمر كل شيء ألفـاً ، ثم كذلك أبداً ، قال : يوم كان مقداره ، قال : الـيوم أن يقال لـما يقضي إلـى الـملائكة ألف سنة ، كن فـيكون ، ولكن سماه يوماً . سماه كما بـيَّنا كل ذلك عن مـجاهد ، قال : وقوله : { إنَّ يَوْما عِنْدَ رَبِّك كألْفِ سَنَةِ مِـمَّا تَعُدُّون } قال : هو هوسواء . وقال آخرون : بل معنى ذلك : يدبر الأمر من السماء إلـى الأرض ، ثم يعرج إلـى الله فـي يوم كان مقداره ألف سنة ، مقدار العروج ألف سنة مـما تعدّون . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { ثُمَّ يَعْرُجُ إلَـيْهِ فِـي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ ألْفَ سَنَةِ مِـمَّا تَعُدُّونَ } قال بعض أهل العلـم : مقدار ما بـين الأرض حين يعرج إلـيه إلـى أن يبلغ عروجه ألف سنة ، هذا مقدار ذلك الـمعراج فـي ذلك الـيوم حين يعرج فـيه . وأولـى الأقوال فـي ذلك عندي بـالصواب قول من قال : معناه : يدبر الأمر من السماء إلـى الأرض ، ثم يعرج إلـيه فـي يوم ، كام مقدار ذلك الـيوم فـي عروج ذلك الأمر إلـيه ، ونزوله إلـى الأرض ألف سنة مـما تعدون من أيامكم خمس مئة فـي النزول ، وخمس مئة فـي الصعود ، لأن ذلك أظهر معانـيه ، وأشبهها بظاهر التنزيـل .