Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : ما كان أيها الناس مـحمد أبـا زيد بن حارثة ، ولا أبـا أحد من رجالكم ، الذين لـم يـلده مـحمد ، فـيحرم علـيه نكاح زوجته بعد فراقه إياها ، ولكنه رسول الله وخاتـم النبـيـين ، الذي ختـم النبوّة فطبع علـيها ، فلا تفتـح لأحد بعده إلـى قـيام الساعة ، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علـم لا يخفـى علـيه شيء . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثتا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ما كانَ مـحَمَّدٌ أبـا أحَدٍ مِنْ رجالِكُمْ } قال : نزلت فـي زيد ، إنه لـم يكن بـابنه ولعمري ولقد وُلد له ذكور ، إنه لأبو القاسم وإبراهيـم والطيب والـمطهر { وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخاتَـمَ النَّبِـيِّـينَ } : أي آخرهم { وكانَ اللَّهُ بكُلّ شَيْءٍ عَلِـيـماً } . حدثنـي مـحمد بن عمارة ، قال : ثنا علـيّ بن قادم ، قال : ثنا سفـيان ، عن نسير بن ذعلوق ، عن علـيّ بن الـحسين فـي قوله : { ما كانَ مُـحَمَّدٌ أبـا أحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ } قال : نزلت فـي زيد بن حارثة . والنصب فـي رسول الله صلى الله عليه وسلم بـمعنى تكرير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرفع بـمعنى الاستئناف ، ولكن هو رسول الله ، والقراءة النصب عندنا . واختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { وَخاتَـمَ النَّبِـيِّـينَ } فقرأ ذلك قرّاء الأمصار سوى الـحسن وعاصم بكسر التاء من خاتـم النبـيـين ، بـمعنى أنه ختـم النبـيـين . ذُكر أن ذلك فـي قراءة عبد الله : { وَلَكِن نَبِـيًّا خَتـمَ النَّبِـيِّـينَ } فذلك دلـيـل علـى صحة قراءة من قرأه بكسر التاء ، بـمعنى أنه الذي ختـم الأنبـياء صلى الله عليه وسلم وعلـيهم وقرأ ذلك فـيـما يذكر الـحسن وعاصم : { خاتَـمَ النَّبِـيِّـينَ } بفتـح التاء ، بـمعنى أنه آخر النبـيـين ، كما قرأ : « مَخْتُومٌ خَاتـمَهُ مِسْكٌ » بـمعنى : آخره مسك من قرأ ذلك كذلك .