Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 41-44)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكراً كثـيراً ، فلا تـخـلو أبدانكم من ذكره فـي حال من أحوال طاقتكم ذلك { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصَيلاً } يقول : صلوا له غدوة صلاة الصبح ، وعشيا صلاة العصر . وقوله : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } يقول تعالـى ذكره : ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثـير ، وتسبحونه بُكرة وأصيلاً ، إذا أنتـم فعلتـم ذلك ، الذي يرحمكم ، ويثنـي علـيكم هو ، ويدعو لكم ملائكته . وقـيـل : إن معنى قوله : { يُصَلِّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } يشيع عنكم الذكر الـجميـل فـي عبـاد الله . وقوله : { لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُـماتِ إلـى النُّورِ } يقول : تدعو ملائكة الله لكم ، فـيخرجكم الله من الضلالة إلـى الهُدى ، ومن الكفر إلـى الإسلام . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـي ، عن ابن عبـاس ، فـي قوله : { اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِـيراً } يقول : لا يفِرض علـى عبـاده فريضة إلا جعل لها حدّاً معلوماً ، ثم عذر أهلها فـي حال عذر ، غير الذكر ، فإن الله لـم يجعل له حدّاً ينتهي إلـيه ولـم يعذر أحداً فـي تركه إلا مغلوبـاً علـى عقله ، قال : { اذْكُرُوا اللَّهَ قِـياماً وقُعُوداً وعلـى جُنُوبكم } بـاللـيـل والنهار فـي البرّ والبحر ، وفـي السفر والـحضر ، والغنى والفقر ، والسقم والصحة ، والسرّ والعلانـية ، وعلـى كلّ حال ، وقال : { سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً } فإذا فعلتـم ذلك صلـى علـيكم هو وملائكته قال الله عزّ وجلّ { هُوَ الَّذِي يُصَلِّـي عَلَـيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلاً } صلاة الغداة ، وصلاة العصر . وقوله : { لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلَـماتِ إلـى النُّورِ } : أي من الضلالات إلـى الهدى . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّـي عَلَـيْكمْ وَمَلائِكَتُهُ لِـيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُـماتِ إلـى النُّورِ } قال : من الضلالة إلـى الهُدى ، قال : والضلالة : الظلـمات ، والنور : الهدى . وقوله : { وكانَ بـالـمُؤْمِنِـينَ رَحِيـماً } يقول تعالـى ذكره : وكان بـالـمؤمنـين به ورسوله ذا رحمة أن يعذّبهم وهم له مطيعون ، ولأمره متبعون { تَـحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَـلْقَوْنَهُ سَلامٌ } يقول جلّ ثناؤه : تـحية هؤلاء الـمؤمنـين يوم القـيامة فـي الـجنة سلام ، يقول بعضهم لبعض : أمنة لنا ولكم بدخولنا هذا الـمدخـل من الله أن يعذّبنا بـالنار أبداً ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { تَـحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَـلْقَوْنَهُ سَلامٌ } قال : تـحية أهل الـجنة السلام . وقوله : { وأعَدَّ لَهُمْ أجْراً كَرِيـماً } يقول : وأعدّ لهؤلاء الـمؤمنـين ثوابـاً لهم علـى طاعتهم إياه فـي الدنـيا كريـماً ، وذلك هو الـجنة ، كما : حدثتا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وأعَدَّ لَهُمْ أجْراً كَرِيـماً } : أي الـجنة .