Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : فهذا فعلُنا بولـينا ومن أطاعنا ، داود وسلـيـمان الذي فعلنا بهما من إنعامنا علـيهما النعم التـي لا كفـاءَ لها إذ شكرانا ، وذاك فعلنا بسَبَإ الذين فعلنا بهم ، إذ بَطِروا نعمتنا ، وكذّبوا رسلنا ، وكفروا أيادَينا ، فقل يا مـحمد لهؤلاء الـمشركين بربهم من قومك ، الـجاحدين نعمنا عندهم : ادعوا أيها القوم الذين زعمتـم أنهم لله شريك من دونه ، فسلوهم أن يفعلوا بكم بعض أفعالنا ، بـالذين وصفنا أمرهم من إنعام أو إياس ، فإن لـم يقدروا علـى ذلك فـاعلـموا أنكم مبطلون ، لأن الشركة فـي الربوبـية لا تصلـح ولا تـجوز ، ثم وصف الذين يدعون من دون الله ، فقال : إنهم لا يـملكون مثقال ذرّة فـي السموات ولا فـي الأرض من خير ولا شرّ ولا ضرّ ولا نفع ، فكيف يكون إلهاً من كان كذلك . وقوله : { وَما لَهُمْ فِـيهِما مِنْ شِرْكٍ } يقول تعالـى ذكره : ولا هم إذ لـم يكونوا يـملكون مثقال ذرّة فـي السموات ولا فـي الأرض ، منفردين بـملكه من دون الله ، يـملكونه علـى وجه الشَّرِكة ، لأن الأملاك فـي الـمـملوكات ، لا تكون لـمالكها إلا علـى أحد وجهين : إما مقسوماً ، وإما مُشَاعاً يقول : وآلهتهم التـي يدعون من دون الله ، لا يـملكون وزن ذَرّة فـي السموات ولا فـي الأرض ، لا مُشاعاً ولا مقسوماً ، فكيف يكون من كان هكذا شريكاً لـمن له ملك جميع ذلك . وقوله : { وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ } يقول : وما لله من الآلهة التـي يدعون من دونه مُعِين علـى خـلق شيء من ذلك ، ولا علـى حفظه ، إذ لـم يكن لها ملك شيء منه مُشاعاً ولا مقسوماً ، فـيقال : هو لك شريك من أجل أنه أعان وإن لـم يكن له ملك شيء منه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُـمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يـمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِـي السَّمَوَاتِ وَلا فِـي الأرْضِ وَما لَهُمْ فِـيهِما مِنْ شِرْكٍ } يقول : ما لله من شريك فـي السماء ولا فـي الأرض { وما لَهُ مِنْهمْ } من الذين يدعون من دون الله { مِن ظهيرٍ } من عون بشيء .