Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 21-21)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وما كان لإبلـيس علـى هؤلاء القوم الذين وصف صفتهم من حُجة يضلهم بها ، إلا بتسلـيطناه علـيهم ، لُـيعلـم حزبُناً وأولـياؤنا { مَنْ يُؤْمِنُ بـالآخِرَةِ } يقول : من يصدّق بـالبعث والثواب والعقاب { مِـمَّنْ هُوَ مِنْها فِـي شَكَ } فلا يُوقِن بـالـمعاد ، ولا يصدّق بثواب ولا عقاب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما كانَ لَهُ عَلَـيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ } قال : قال الـحسن : والله ما ضربهم بعصا ولا سَيف ولا سَوْط ، إلا أمانـيّ وغروراً دعاهم إلـيها . قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { إلاَّ لِنَعْلَـمَ مَنْ يُؤْمِنُ بـالآخِرَةِ مِـمَّنْ هُوَ مِنْها فِـي شكّ } قال : وإنـما كان بلاءً لـيَعلـم الله الكافر من الـمؤمن . وقـيـل : عُنِـي بقوله : { إلاَّ لِنَعْلَـمَ مَنْ يُؤْمِنُ بـالآخِرَةِ } إلا لنعلـم ذلك موجوداً ظاهراً لـيستـحقّ به الثواب أو العقاب . وقوله : { وَرَبُّكَ علـى كُلّ شَيْءٍ حَفِـيظٌ } يقول تعالـى ذكره : وربك يا مـحمد علـى أعمال هؤلاء الكفرة به ، وغير ذلك من الأشياء كلها { حَفِـيظٌ } لا يعزب عنه علـم شيء منه ، وهو مُـجازٍ جميعَهم يوم القـيامة ، بـمِا كسبوا فـي الدنـيا من خير وشرّ .