Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 35-36)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : وقال أهل الاستكبـار علـى الله من كل قرية أرسلنا فـيها نذيراً لأنبـيائنا ورسلنا : نـحن { أكْثَرُ أمْوَالاً وأوْلاداً } وَما نَـحْنُ فِـي الآخرَةِ { بِـمُعَذَّبـينَ } لأن الله لو لـم يكن راضياً ما نـحن علـيه من الـملة والعمل لـم يخوّلنا الأموال والأولاد ، ولـم يبسط لنا فـي الرزق ، وإنـما أعطانا ما أعطانا من ذلك لرضاه أعمالنا ، وآثرنا بـما آثرنا علـى غيرنا لفضلنا ، وزلفة لنا عنده يقول الله لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا مـحمد : { إن ربـي يبسط الرزق } من الـمعاش والرياش فـي الدنـيا { لـمن يشاء } من خـلقه { ويَقْدِر } فـيضيق علـى من يشاء لا لـمـحبة فـيـمن يبسط له ذلك ولا خير فـيه ولا زُلْفة له ، استـحقّ بها منه ، ولا لبُغض منه لـمن قدر علـيه ذلك ، ولا مَقْت ، ولكنه يفعل ذلك مِـحْنة لعبـاده وابتلاء ، وأكثر الناس لا يعلـمون أن الله يفعل ذلك اختبـاراً لعبـاده ، ولكنهم يظنون أن ذلك منه مـحبة لـمن بَسَطَ له ومَقْت لـمن قَدَر علـيه . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَما أمْوَالُكُمْ وَلا أوْلادُكمْ بـالتـي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفَـى … } الآية ، قال : قالوا : نـحن أكثر أموالاً وأولاداً ، فأخبرهم الله أنه لـيست أموالكم ولا أولادكم بـالتـي تقرّبكم عندنا زُلْفـى ، { إلاَّ مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صَالـحاً } ، قال : وهذا قول الـمشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قالوا : لو لـم يكن الله عنا راضياً لـم يعطنا هذا ، كما قال قارون : لولا أن الله رَضِيَ بـي وبحالـي ما أعطانـي هذا ، قال : { أوَ لَـمْ يَعْلَـمْ أنَّ اللّهَ قَدْ أهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ … } إلـى آخر الآية .