Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 37-37)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول جلّ ثناؤه : وما أموالكم التـي تفتـخرون بها أيُّها القوم علـى الناس ، ولا أولادكم الذين تتكبرون بهم بـالتـي تقرّبكم منا قُرْبَةً . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { عِنْدَنا زُلْفَـى } قال : قُربَى . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَما أمْوَالُكُمْ وَلا أوْلادُكُمْ بـالَّتِـي تُقَرّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفَـى } لا يعتبر الناس بكثرة الـمال والولد ، وإن الكافر قد يُعْطَى الـمال ، وربـما حُبِس عن الـمؤمن . وقال جلّ ثناؤه : { وَما أمْوَالُكُمْ وَلا أوْلادُكُمْ بـالتـي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفَـى } ولـم يقل بـاللَّتـين ، وقد ذكر الأموال والأولاد ، وهما نوعان مختلفـان لأنه ذُكر من كل نوع منهما جمع يصلـح فـيه التـي ولو قال قائل : أراد بذلك أحد النوعين لـم يبعد قوله ، وكان ذلك كقول الشاعر : @ نَـحْنُ بِـمَا عِنْدَنا ، وأنْتَ بِـمَا عِنْدَكَ رَاضٍ والرأيُ مُخْتَلِفُ @@ ولـم يقل : راضيان . وقوله : { إلاَّ مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صَالِـحاً } اختلف أهل التأويـل فـي معنى ذلك فقال بعضهم : معنى ذلك : وما أموالكم ولا أولادكم بـالتـي تقرّبكم عندنا زُلفـى ، إلاَّ من آمن وعمل صالـحاً ، فإنه تقرّبهم أموالهم وأولادهم بطاعتهم الله فـي ذلك وأدائهم فـيه حقه إلـى الله زلفـى دون أهل الكفر بـالله . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قول الله : { إلاَّ مَنْ آمَنَ وعَمِلَ صَالِـحاً } قال : لـم تضرّهم أموالهم ولا أولادهم فـي الدنـيا للـمؤمنـين ، وقرأ : { لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الـحُسْنَى وَزِيادَةٌ } فـالـحُسنى : الـجنة ، والزيادة : ما أعطاهم الله فـي الدنـيا لـم يحاسبهم به ، كما حاسب الآخرين ، فمن حملا علـى هذا التأويـل نصب بوقوع تقرّب علـيه ، وقد يحتـمل أن يكون « من » فـي موضع رفع ، فـيكون كأنه قـيـل : وما هو إلاَّ من آمن وعمل صالـحاً . وقوله : { فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ } يقول : فهؤلاء لهم من الله علـى أعمالهم الصالـحة الضعف من الثواب ، بـالواحدة عشر . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِـمَا عَمِلُوا } قال : بأعمالهم الواحد عشر ، وفـي سبـيـل الله بـالواحد سبعُ مئة . وقوله : { فِـي الغُرُفـاتِ آمِنُونَ } يقول : وهم فـي غرفـات الـجنات آمنون من عذاب الله .