Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف أهل التأويـل فـي معنى قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً } فقال بعضهم : معنى ذلك : من كان يريد العزّة بعبـادة الآلهة والأوثان ، فإن العزة لله جميعاً . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ } يقول : من كان يريد العزّة بعبـادته الآلهة { فإنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } . وقال آخرون : معنى ذلك : من كان يريد العزة فلـيتعزّز بطاعة الله . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { مَنْ كانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلَّهِ العِزَّةُ جَمِيعاً } يقول : فلـيتعزّز بطاعة الله . وقال آخرون : بل معنى ذلك : من كان يريد علـم العزّة لـمن هي ، فإنه لله جميعاً كلها : أي كلّ وجه من العزّة فللّه . والذي هو أولـى الأقوال بـالصواب عندي قول من قال : من كان يريد العزّة ، فبـالله فلـيتعزّز ، فللّه العزّة جميعاً ، دون كلّ ما دونه من الآلهة والأوثان . وإنـما قلت : ذلك أولـى بـالصواب ، لأن الآيات التـي قبل هذه الآية ، جرت بتقريع الله الـمشركين علـى عبـادتهم الأوثان ، وتوبـيخه إياهم ، ووعيده لهم علـيها ، فأولـى بهذه أيضاً أن تكون من جنس الـحث علـى فراق ذلك ، فكانت قصتها شبـيهة بقصتها ، وكانت فـي سياقها . وقوله : { إلَـيْه يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّب } يقول تعالـى ذكره : إلـى الله يصعد ذكر العبد إياه وثناؤه علـيه { والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } يقول : ويرفع ذكر العبد ربه إلـيه عمله الصالـح ، وهو العمل بطاعته ، وأداء فرائضه ، والانتهاء إلـى ما أمر به . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن إسماعيـل الأحمسي ، قال : أخبرنـي جعفر بن عون ، عن عبد الرحمن بن عبد الله الـمسعودي ، عن عبد الله بن الـمخارق ، عن أبـيه الـمخارق بن سلـيـم ، قال : قال لنا عبد الله : إذا حدّثناكم بحديث أتـيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله . إن العبد الـمسلـم إذا قال : سبحان الله وبحمده ، الـحمد لله لا إله إلاَّ الله ، والله أكبر ، تبـارك الله ، أخذهنّ ملك ، فجعلهنّ تـحت جناحيه ، ثم صعد بهنّ إلـى السماء ، فلا يـمرّ بهنّ علـى جمع من الـملائكة إلاَّ استغفروا لقائلهنّ حتـى يحيـي بهنّ وجه الرحمن ، ثم قرأ عبد الله : { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبِ والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن علـية ، قال : أخبرنا سعيد الـجريري ، عن عبد الله بن شقـيق ، قال : قال كعب : إن لسبحان الله ، والـحمد لله ، ولا إله إلاَّ الله ، والله أكبر ، لدوياً حول العرش كدويّ النـحل ، يذكرن بصاحبهنّ ، والعمل الصالـح فـي الـخزائن . حدثنـي يونس ، قال : ثنا سفـيان ، عن لـيث بن أبـي سلـيـم ، عن شهر بن حوشب الأشعري ، قوله : { إِلـيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِـمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } قال : العمل الصالـح يرفع الكلـم الطيب . حدثنـي علـيّ ، ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } قال : الكلام الطيب : ذكر الله ، والعمل الصالـح : أداء فرائضه فمن ذَكَر الله سبحانه فـي أداء فرائضه ، حُمِل علـيه ذكر الله فصعد به إلـى الله ، ومن ذكر الله ، ولـم يؤدّ فرائضه ، رُدّ كلامه علـى عمله ، فكان أولـى به . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } قال : العمل الصالـح يرفع الكلام الطيب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله : { إلَـيْهِ يَصْعَدُ الكَلِـمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصَّالِـحُ يَرْفَعُهُ } قال : قال الـحسن وقتادة : لا يقبل الله قولاً إلاَّ بعمل ، من قال وأحسن العمل قبل الله منه . وقوله : { وَالَّذِينَ يَـمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ } يقول تعالـى ذكره : والذين يكسبون السيئات لهم عذاب جهنـم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنـي سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَالَّذِينَ يَـمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } قال : هؤلاء أهل الشرك . وقوله : { وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } يقول : وعمل هؤلاء الـمشركين يَبور ، فـيبطُل فـيذهب ، لأنه لـم يكن لله ، فلـم ينفع عامله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } : أي يفسد . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا سفـيان ، عن لـيث بن أبـي سلـيـم ، عن شهر بن حوشب { وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } قال : هم أصحاب الرياء . حدثنـي مـحمد بن عمارة ، قال : ثنا سهل بن أبـي عامر ، قال : ثنا جعفر الأحمر ، عن شهر بن حوشب ، فـي قوله { وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } قال : هم أصحاب الرياء . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ } قال : بـار فلـم ينفعهم ، ولـم ينتفعوا به ، وضرّهم .