Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 2-2)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : مفـاتـيح الـخير ومغالقه كلها بـيده فما يفتـح الله للناس من خير فلا مُغلق له ، ولا مـمسك عنهم ، لأن ذلك أمره لا يستطيع أمره أحد ، وكذلك ما يغلق من خير عنهم فلا يبسطه علـيهم ، ولا يفتـحه لهم ، فلا فـاتـح له سواه ، لأن الأمور كلها إلـيه وله . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ما يَفْتَـحِ اللَّهُ للنَّاس مِنْ رَحْمَةٍ } : أي من خير { فَلا مُـمْسِكَ لَهَا } فلا يستطيع أحد حبسها { وَما يُـمْسِكْ فَلا مُرْسِلُ لَهُ مِنْ بَعْدهِ } . وقال تعالـى ذكره : { فَلا مُـمْسِكَ لَهَا } فأنث ما لذكر الرحمة من بعده ، وقال : { وَما يُـمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } فذكر للفظ « ما » لأن لفظه لفظ مذكر ، ولو أنَّث فـي موضع التذكير للـمعنى ، وذكر فـي موضع التأنـيث للفظ جاز ، ولكنّ الأفصح من الكلام التأنـيث إذا ظهر بعد ما يدلّ علـى تأنـيثها والتذكير إذا لـم يظهر ذلك . وقوله : { وَهُوَ العَزِيزُ الـحَكِيـمُ } يقول : وهو العزيز فـي نِقمته مـمن انتقم منه من خـلقه بحبس رحمته عنه وخيراته ، الـحكيـم فـي تدبـير خـلقه ، وفتـحه لهم الرحمة إذا كان فتـح ذلك صلاحاً ، وإمساكه إياه عنهم إذا كان إمساكه حكمة .