Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 41-41)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : { إنَّ اللّهَ يُـمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ } لئلا تزولا من أماكنهما { وَلَئِنْ زَالَتا } يقول : ولو زالتا { إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ } يقول : ما أمسكهما أحد سواه . ووضعت « لئن » فـي قوله { وَلَئِنْ زَالَتا } فـي موضع « لو » لأنهما يجابـان بجواب واحد ، فـيتشابهان فـي الـمعنى ونظير ذلك قوله : { وَلَئِنْ أرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يكْفُرُونَ } بـمعنى : ولو أرسلنا ريحاً ، وكما قال : { ولئن أتَـيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ } بـمعنى : لو أتـيت . وقد بـيَّنا ذلك فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثَنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ اللّهَ يُـمْسِكُ السَّمَوَات والأرْضَ أنْ تَزُولا } من مكانهما . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفـيان ، عن الأعمش ، عن أبـي وائل ، قال : جاء رجل إلـى عبد الله ، فقال : من أين جئت ؟ قال : من الشأم ، قال : مَن لقـيتَ ؟ قال : لقـيتُ كعبـاً ، فقال : ما حدّثك كعب ؟ قال : حدثنـي أن السموات تدور علـى منكب ملك ، قال : فصدّقته أو كذّبته ؟ قال : ما صدّقته ولا كذّبته ، قال : لوددت أنك افتديت من رحلتك إلـيه براحلتك ورحلها ، وكذب كعب إن الله يقول : { إنَّ اللّهَ يُـمْسِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضَ أنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ } . حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيـم ، قال : ذهب جُندَب البَجَلـيّ إلـى كعب الأحبـار ، فقدم علـيه ثم رجع ، فقال له عبد الله : حدِّثنا ما حدّثك ، فقال : حدثنـي أن السماء فـي قطب كقطب الرحا ، والقطب عمود علـى مَنكِب ملك ، قال عبد الله : لوددت أنك افتديت رحلتك بـمثل راحلتك ثم قال : ما تنتكت الـيهودية فـي قلب عبد فكادت أن تفـارقه ، ثم قال : { إنَّ اللّهَ يُـمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أنْ تَزُولا } كفـى بها زوالاً أن تدور . وقوله : { إنَّهُ كانَ حَلِـيـماً غَفُوراً } يقول تعالـى ذكره : إن الله كان حلـيـماً عمن أشرك وكفر به من خـلقه فـي تركه تعجيـل عذابه له ، غفوراً لذنوب من تاب منهم ، وأناب إلـى الإيـمان به ، والعمل بـما يرضيه .