Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 44-44)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : أو لـم يَسِرْ يا مـحمد هؤلاء الـمشركون بـالله ، فـي الأرض التـي أهلكنا أهلها بكفرهم بنا وتكذيبهم رسلنا ، فإنهم تـجار يسلكون طريق الشأم { فَـيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } من الأمـم التـي كانوا يـمرون بها ألـم نهلكهم ونـخربْ مساكنهم ونـجعلْهم مثلاً لـمن بعدهم ، فـيتعظوا بهم ، وينزجروا عما هم علـيه من عبـادة الآلهة بـالشرك بـالله ، ويعلـموا أن الذي فعل بأولئك ما فعل { وكانُوا أشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَبَطْشاً } لن يتعذّر علـيه أن يفعل بهم مثل الذي فعل بأولئك من تعجيـل النقمة ، والعذاب لهم . وبنـحو الذي قلنا فـي قوله : { وكانُوا أشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وكانُوا أشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } يخبركم أنه أعطى القوم ما لـم يعطكم . وقوله : { وَما كانَ اللّهُ لِـيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِـي السَّمَوَاتِ وَلا فِـي الأرْضِ } يقول تعالـى ذكره : ولن يعجزنا هؤلاء الـمشركون بـالله من عبدة الآلهة ، الـمكذّبون مـحمداً فـيسبقونا هربـاً فـي الأرض ، إذا نـحن أردنا هلاكهم ، لأن الله لـم يكن لـيعجزه شيء يريده فـي السموات ولا فـي الأرض ، ولن يقدر هؤلاء الـمشركون أن ينفُذوا من أقطار السموات والأرض . وقوله : { إنَّهُ كانَ عَلِـيـماً قَدِيراً } يقول تعالـى ذكره : إن الله كان علـيـماً بخـلقه ، وما هو كائن ، ومن هو الـمستـحقّ منهم تعجيـل العقوبة ، ومَن هو عن ضلالته منهم راجع إلـى الهدى آئب ، قديراً علـى الانتقام مـمن شاء منهم ، وتوفـيق من أراد منهم للإيـمان .