Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 49-50)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ما ينتظر هؤلاء الـمشركون الذين يستعجلون بوعيد الله إياهم ، إلا صيحة واحدة تأخذهم ، وذلك نفخة الفَزَع عند قـيام الساعة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل ، وجاءت الآثار . ذكر من قال ذلك ، وما فـيه من الأثر : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا ابن أبـي عديّ ومـحمد بن جعفر ، قالا : ثنا عوف بن أبـي جميـلة عن أبـي الـمغيرة القوّاس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : لُـيْنفَخَنّ فـي الصور ، والناس فـي طرقهم وأسواقهم ومـجالسهم ، حتـى إن الثوب لـيكون بـين الرجلـين يتساومان ، فما يُرسله أحدهما من يده حتـى يُنفَخ فـي الصور ، وحتـى إن الرجل لـيغدو من بـيته فلا يرجع حتـى ينفخ فـي الصُّور ، وهي التـي قال الله : { ما يَنْظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } … الآية . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ما يَنْظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } ذُكر لنا أن النبـيّ صلى الله عليه وسلم كان يقول : " تَهِيجُ السَّاعَةُ بـالنَّاسِ وَالرَّجُلُ يَسْقِـي ماشِيَتَهُ ، وَالرَّجُلُ يُصْلِـحُ حَوْضَهُ ، وَالرَّجُلُ يُقِـيـمُ سِلْعَتَهُ فِـي سُوقِهِ والرَّجُلُ يَخْفِضُ مِيزَانَهُ وَيَرْفَعُهُ ، وَتهِيجُ بِهِمْ وَهُمْ كَذلكَ ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ولا إلـى أهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ " . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { ما ينظُرُونَ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } قال : النفخة نفخة واحدة . حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مـحمد الـمـحاربـيّ ، عن إسماعيـل بن رافع ، عمن ذكره ، عن مـحمد بن كعب القرظيّ ، عن أبـي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ اللّهَ لـمَّا فَرَغَ مِنْ خَـلْقِ السَّمَوَاتِ والأرْضِ خَـلَقَ الصُّورَ ، فأعْطاهُ إسْرَافِـيـلَ ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلـى فِـيهِ شاخِصٌ بِبَصَرِهِ إلـى العَرْشِ يَنْتَظِرُ مَتـى يُؤْمَرُ " قالَ أبو هريرة : يا رسول الله : وما الصور ؟ قال : " قَرْنٌ " قال : وكَيْفَ هُوَ ؟ قال : " قَرْنٌ عَظِيـمٌ يُنْفَخُ فِـيهِ ثَلاثُ نَفَخاتٍ ، الأُولـى نَفْخَةُ الفَزَعِ ، والثَّانِـيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ ، والثَّالِثَةُ نَفْخَةُ القِـيام لِرَبّ العالَـمِينَ ، يَأْمُرُ اللّهُ إسْرَافِـيـلَ بـالنَّفْخَةِ الأُولـى فَـيَقُولُ : انْفُخْ نَفْخَةَ الفَزَعِ ، فَـيَفْزَعُ أهْلُ السَّمَوَاتِ وأهْلُ الأرْضِ إلاَّ مَنْ شاءَ اللّهُ ، وَيأْمُرُهُ اللّهُ فَـيُدِيـمُها وَيُطَوّلُها ، فَلا يَفْتُرُ ، وَهِيَ التـي يَقُولُ اللّهُ : { ما يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً ما لَهَا مِنْ فَوَاقٍ } ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللّهُ إسْرَافِـيـلَ بنَفْخَةِ الصَّعْقِ ، فَـيَقُولُ : انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ ، فَـيَصْعَقُ أهْلُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ إلاَّ مَنْ شاءَ اللّهُ ، فإذَا هُمْ خامِدُونَ ، ثُمَّ يُـمِيتُ مَنْ بَقِـيَ ، فإذَا لَـمْ يَبْقَ إلاَّ اللّهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ، بَدَّلَ الأرْضَ غيرَ الأرْضِ والسَّمَوَاتِ ، فَـيَبْسُطُها وَيَسْطَحُها ، وَيَـمُدُّها مَدَّ الأدِيـمِ العِكاظِيّ ، لا تَرَى فِـيها عِوَجاً وَلا أمْتاً ، ثُمَّ يَزْجُرُ اللّهُ الـخَـلْقَ زَجْرَةً ، فإذَا هُمُ فِـي هَذِهِ الـمُبَدَّلَةِ فِـي مِثْلِ مَوَاضِعِهِمْ مِنَ الأُولـى ما كانَ فـي بَطْنها كان فـي بَطْنِها ، وَما كانَ علـى ظَهْرِها كانَ عَلـى ظَهْرِها " .