Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 75-76)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : لا تستطيع هذه الآلهة نصرهم من الله إن أراد بهم سوءاً ، ولا تدفع عنهم ضرّاً . وقوله : { وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ } يقول : وهؤلاء الـمشركون لآلهتهم جند مـحضَرون . واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله : { مُـحْضَرُونَ } وأين حضورهم إياهم ، فقال بعضهم : عُنـي بذلك : وهم لهم جند مـحضرون عند الـحساب . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قوله : { وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ } قال : عند الـحساب . وقال آخرون : بل معنى ذلك : وهم لهم جند مـحضَرون فـي الدنـيا يغضبون لهم . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } الآلهة { وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُـحْضَرُونَ } والـمشركون يغضَبون للآلهة فـي الدنـيا ، وهي لا تسوق إلـيهم خيراً ، ولا تدفع عنهم سوءاً ، إنـما هي أصنام . وهذا الذي قاله قتادة أولـى القولـين عندنا بـالصواب فـي تأويـل ذلك ، لأن الـمشركين عند الـحساب تتبرأ منهم الأصنام ، وما كانوا يعبدونه ، فكيف يكونون لها جنداً حينئذٍ ، ولكنهم فـي الدنـيا لهم جند يغضبون لهم ، ويقاتلون دونهم . وقوله تعالـى : { فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ } يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : فلاَ يحْزُنْك يا مـحمد قول هؤلاء الـمشركين بـالله من قومك لك : إنك شاعر ، وما جئتنا به شعر ، ولا تكذيبهم بآيات الله وجحودهم نبوّتك . وقوله : { إنَّا نَعْلَـمُ ما يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } يقول تعالـى ذكره : إنا نعلـم أن الذي يدعوهم إلـى قـيـل ذلك الـحسد ، وهم يعلـمون أن الذي جئتهم به لـيس بشعر ، ولا يشبه الشعر ، وأنك لست بكذّاب ، فنعلـم ما يسرّون من معرفتهم بحقـيقة ما تدعوهم إلـيه ، وما يعلنون من جحودهم ذلك بألسنتهم علانـية .