Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 139-142)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : وإن يونس لـمرسلٌ من الـمرسلـين إلـى أقوامهم { إذْ أَبَقَ إلـى الفُلْكِ الـمَشْحُونِ } يقول : حين فرّ إلـى الفُلك ، وهو السفـينة ، الـمشحون : وهو الـمـملوء من الـحمولة الـمُوقَر ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إلـى الفُلْكِ الـمَشْحُون } كنَّا نـحدَّث أنه الـموقر من الفُلك . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { الفُلكِ الـمَشْحُونِ } قال : الـموقر . وقوله : { فَساهَمَ } يقول : فقارَعَ . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنا معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَساهَمَ } يقول أقْرَعَ . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الـمُدْحَضِينَ } قال : فـاحتبست السفـينة ، فعلـم القوم أنـما احتبست من حدث أحدثوه ، فتساهموا ، فقُرِع يونس ، فرمى بنفسه ، فـالتقمه الـحوت . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { فَساهَمَ } قال : قارع . وقوله : { فَكانَ مِنَ الـمُدْحَضِينَ } يعنـي : فكان من الـمسهومين الـمغلوبـين ، يقال منه : أدحض الله حجة فلان فدحضت : أي أبطلها فبطلت ، والدَّحْض : أصله الزلق فـي الـماء والطين ، وقد ذُكر عنهم : دَحَض الله حجته ، وهي قلـيـلة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَكانَ مِنَ الـمُدْحَضِينَ } يقول : من الـمقروعين . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { مِنَ الـمُدْحَضِينَ } قال : من الـمسهومين . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { فَكان مِنَ الـمُدْحَضِينَ } قال : من الـمقروعين . وقوله : { فـالْتَقَمَهُ الـحُوتُ } يقول : فـابتلعه الـحوت وهو افتعل من اللَّقْم . وقوله : { وَهُوَ مُلِـيـمُ } يقول : وهو مكتسب اللوم ، يقال : قد ألام الرجل ، إذا أتـى ما يُلام علـيه من الأمر وإن لـم يُـلَـم ، كما يقال : أصبحتَ مُـحْمِقاً مُعْطِشاً : أي عندك الـحمق والعطش ومنه قول لبـيد : @ سَفَهاً عَذَلْتَ ولُـمْتَ غيرَ مُلِـيـمِ وَهَداكَ قَبلَ الـيوْمِ غيرُ حَكِيـم @@ فأما الـملوم فهو الذي يُلام بـاللسان ، ويعذل بـالقول . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنـي أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { وَهُوَ مُلِـيـمٌ } قال : مذنب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَهُوَ مُلِـيـمٌ } : أي فـي صنعه . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَهُوَ مُلِـيـمٌ } قال : وهو مذنب ، قال : والـملـيـم : الـمذنب .