Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 54-57)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : قال هذا الـمؤمن الذي أُدخـل الـجنة لأصحابه : { هل أنتـم مُطَّلِعون } فـي النار ، لعلـيّ أرى قرينـي الذي كان يقول لـي : إنك لـمن الـمصَدِّقـين بأنا مبعوثون بعد الـمـمات . وقوله : { فـاطَّلَعَ فَرآهُ فِـي سَوَاءِ الـجَحِيـمِ } يقول : فـاطلع فـي النار فرآه فـي وَسَط الـجحيـم . وفـي الكلام متروك استغنـي بدلالة الكلام علـيه من ذكره ، وهو فقالوا : نعم . وبنـحو الذي قلنا فـي تأويـل قوله : { فـاطَّلَعَ فَرآهُ فِـي سَوَاءِ الـجَحيـمِ } قال : أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فِـي سَوَاءِ الـجَحِيـمِ } يعنـي : وفـي وَسَط الـجحيـم . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس { فِـي سِواءِ الـجَحِيـمِ } يعنـي : فـي وسط الـجحيـم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا عبـاد بن راشد ، عن الـحسن ، فـي قوله : { فِـي سَواءِ الـجَحِيـمِ } يقول : فـي وسط الـجحيـم . حدثنا ابن سنان ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا عبـاد بن راشد ، قال : سمعت الـحسن ، فذكر مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا سلـيـمان بن حرب ، قال : ثنا أبو هلال ، قال : ثنا قتادة ، فـي قوله : { سَوَاءِ الـجَحِيـمِ } قال : وَسَطها . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : { هَلْ أنْتُـمْ مُطَّلِعُونَ } قال : سأل ربه أن يطلعه ، قال { فأطَّلَعَ فَرآهُ فِـي سَوَاءِ الـجَحيـمِ } : أي فـي وسط الـجحيـم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن خـلـيد العصري ، قال : لولا أن الله عرّفه إياه ما عرفه ، لقد تغيَّر حِبْرُه وسِبْرُه بعده ، وذُكر لنا أنه اطلع فرأى جماجم القوم ، فقال : { تاللّهِ إنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبّـي لَكُنْتُ مِنَ الـمُـحْضَرِينَ } . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا إبراهيـم بن أبـي الوزير ، قال : ثنا سفـيان بن عيـينة ، عن سعيد بن أبـي عروبة ، عن قتادة ، عن مطرّف بن عبد الله ، فـي قوله : { فـاطَّلَعَ فَرآهُ فِـي سَوَاءِ الـجَحِيـمِ } قال : والله لولا أنه عرّفه ما عرفه ، لقد غيرت النار حِبْرَهُ وسِبْره . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { هَلْ أنْتُـمْ مُطَّلِعُونَ } قال : كان ابن عبـاس يقرؤها : « هَلْ أنْتُـمْ مُطَّلِعُونِـي فـاطَّلَعَ فَرآهُ فِـي سَوَاءِ الـجَحِيـم » قال : فـي وسط الـجحيـم . وهذه القراءة التـي ذكرها السديّ ، عن ابن عبـاس ، أنه كان يقرأ فـي { مُطَّلِعُونَ } إن كانت مـحفوظة عنه ، فإنها من شواذّ الـحروف ، وذلك أن العرب لا تؤثر فـي الـمكنـي من الأسماء إذا اتصل بفـاعل علـى الإضافة فـي جمع أو توحيد ، لا يكادون أن يقولوا أنت مُكَلِّـمنـي ولا أنتـما مكلـمانـي ولا أنتـم مكلـمونـي ولا مكلـموننـي ، وإنـما يقولون أنت مكلِّـمي ، وأنتـما مكلـماي ، وأنتـم مكلِّـميَّ وإن قال قائل منهم ذلك قاله علـى وجه الغلط توهما به : أنت تكلـمنـي ، وأنتـما تكلـماننـي ، وأنتـم تكلـموننـي ، كما قال الشاعر : @ وَما أدْرِي وَظَنِّـي كُلَّ ظَنّ أَمُسْلِـمُنِـي إلـى قَوْمِي شَرَاحِي ؟ @@ فقال : مسلـمنـي ، ولـيس ذلك وجه الكلام ، بل وجه الكلام أمسلـمي فأما إذا كان الكلام ظاهراً ولـم يكن متصلاً بـالفـاعل ، فإنهم ربـما أضافوا ، وربـما لـم يضيفوا ، فـيقال : هذا مكلـم أخاك ، ومكلـم أخيك ، وهذان مكلـما أخيك ، ومكلـمان أخاك ، وهؤلاء مكلـمو أخيك ، ومكلـمون أخاك وإنـما تـختار الإضافة فـي الـمكنـي الـمتصل بفـاعل لـمصير الـحرفـين بـاتصال أحدهما بصاحبه ، كالـحرف الواحد . وقوله : { تاللّهِ إنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ } يقول : فلـما رأى قرينه فـي النار قال : تالله إن كدت فـي الدنـيا لتهلكنـي بصدّك إيايّ عن الإيـمان بـالبعث والثواب والعقاب . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ قوله : { إنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ } قال : لتهلكنـي ، يقال منه : أردَى فلان فلاناً : إذا أهلكه ، ورديَ فلانٌ : إذا هلك ، كما قال الأعشى . @ أَفِـي الطَّوْفِ خِفْتِ عَلـيَّ الرَّدَى وكَمْ مِنْ رَدٍ أهْلَهُ لَـمْ يَرِمْ @@ يعنـي بقوله « وكم من رد » : وكم من هالك . وقوله : { وَلَوْلا نَعْمَةُ رَبّـي لَكُنْتُ مِنَ الـمُـحْضَرِينَ } يقول : ولولا أن الله أنعم علـيّ بهدايته ، والتوفـيق للإيـمان بـالبعث بعد الـموت ، لكنتُ من الـمـحضَرِين معك فـي عذاب الله ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { لَكُنْتُ مِنَ الـمُـحْضَرينَ } : أي فـي عذاب الله . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { لَكُنْتُ مِنَ الـمُـحْضَرِينَ } قال : من الـمعذّبـين .