Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 67-70)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشَوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } ثم إن لهؤلاء الـمشركين علـى ما يأكلون من هذه الشجرة شجرة الزقوم شَوْبـاً ، وهو الـخَـلْط من قول العرب : شاب فلان طعامه فهو يشوبه شَوْبـاً وشيابـاً { مِنْ حَمِيـمٍ } والـحميـم : الـماء الـمـحموم ، وهو الذي أُسخْن فـانتهى حرّه ، وأصله مفعول صُرف إلـى فعيـل . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشَوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } . يقول : لَـمَزْجاً . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } يعنـي : شرب الـحميـم علـى الزَّقوم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشَوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } قال : مِزاجاً من حميـم . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السّديّ { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشَوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } قال : الشَّوب : الـخَـلْط ، وهو الـمَزْج . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عَلَـيْها لَشَوْبـاً مِنْ حَمِيـمٍ } قال : حميـم يُشاب لهم بغسَّاق مـما تَغْسِقُ أعينهم ، وصديد من قـيحهم ودمائهم مـما يخرج من أجسادهم . وقوله : { ثُمَّ إنَّ مَرْجِعَهُمْ لإَلـى الـجَحِيـمِ } يقول تعالـى ذكره : ثم إن مآبهم ومصيرهم لإلـى الـجحيـم ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ثُمَّ إنَّ مَرْجِعَهُمْ لإَلـى الـجَحِيـمِ } فهم فـي عنا وعذاب من نار جهنـم ، وتلا هذه الآية : { يَطُوفُونَ بَـيْنَهَا وَبـينَ حَمِيـمٍ آنٍ } حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدّي ، فـي قوله : { ثُمَّ إنَّ مَرْجِعَهُم لإَلـى الـجَحِيـمِ } قال : فـي قراءة عبد الله : « ثُمَّ إنَّ مُنْقَلَبَهُمْ لإَلـى الـجَحِيـمِ » وكان عبد الله يقول : والذي نفسي بـيده ، لا ينتصف النهار يوم القـيامة حتـى يَقِـيـلَ أهلُ الـجنة فـي الـجنة ، وأَهلُ النار فـي النار ، ثم قال : { أصحَابُ الـجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيُرٌ مُسْتَقَرّاً وأحْسَنُ مَقِـيلاً } حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { ثُمَّ إنَّ مَرْجِعَهُمْ لإَلـى الـجَحِيـمِ } قال : موتهم . وقوله : { إنَّهُمْ ألْفَوْا آبـاءَهُمْ ضَالـينَ } يقول : إن هؤلاء الـمشركين الذين إذا قـيـل لهم : قولوا لا إله إلا الله يستكبرون ، وجدوا آبـاءهم ضُلاَّلاً عن قصد السبـيـل ، غير سالكين مَـحَجَّة الـحقّ { فَهُمْ علـى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ } يقول : فهؤلاء يُسْرع بهم فـي طريقهم ، لـيقتفوا آثارهم وسنتهم يقال منه : أُهْرِع فلان : إذا سار سيراً حثـيثاً فـيه شبه بـالرعدة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس قوله : { إنَّهُمْ ألْفَوْا آبـاءَهُمْ ضَالِّـينَ } : أي وجدوا آبـاءهم ضالِّـين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّهُمْ ألْفَوْا آبـاءَهُمْ } : أي وجدوا آبـاءهم . وبنـحو الذي قلنا فـي يُهْرَعون أيضاً ، قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { فَهُمْ علـى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ } قال : كهيئة الهرْوَلة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَهُمْ علـى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ } : أي يُسرعون إسراعاً فـي ذلك . حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { يُهْرَعُونَ } قال : يُسْرِعون . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { يُهْرَعُونَ إلَـيْهِ } قال : يستعجلون إلـيه .