Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 87-92)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل إبراهيـم لأبـيه وقومه : { فَما ظَنُّكُمْ بِرَبّ العالَـمِينَ } ؟ يقول : فأيّ شيء تظنون أيها القوم أنه يصنع بكم إن لقـيتـموه وقد عبدتـم غيره ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ العالَـمِينَ } يقول : إذا لقـيتـموه وقد عبدتـم غيره . وقوله : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُومِ فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } ذكر أن قومه كانوا أهل تنـجيـم ، فرأى نـجماً قد طلع ، فعصب رأسه وقال : إنـي مَطْعُون ، وكان قومه يهربُون من الطاعون ، فأراد أن يتركوه فـي بـيت آلهتهم ، ويخرجوا عنه ، لـيخالفهم إلـيها فـيكسرها . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُومِ فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } قال : قالوا له وهو فـي بـيت آلهتهم : اخرج ، فقال : إنـي مَطْعون ، فتركوه مخافة الطاعون . حدثنـي يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَـيَّة ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن سعيد بن الـمسيب { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُومِ فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } رأى نـجماً طَلَع . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن سعيد بن الـمسيب ، أنه رأى نـجماً طلع فقال إنّى سَقِـيـمٌ قال : كايَد نبـيّ الله عن دينه ، فقال : إنـي سقـيـم . حُدثت عن الـحسين ، قال : سمعت أبـا معاذ يقول : أخبرنا عبـيد ، قال : سمعت الضحاك يقول فـي قوله : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُومِ فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } قالوا لأبراهيـم وهو فـي بـيت آلهتهم : اخرج معنا ، فقال لهم : إنـي مطعون ، فتركوه مخافة أن يعديهم . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، عن أبـيه ، فـي قول الله : { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُومِ فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } قال : أَرسلَ إلـيه ملكهم ، فقال : إن غَدا عيدنا ، فـاحضر معنا ، قال : فنظر إلـى نـجم فقال : إن ذلك النـجم لـم يطلع قط إلا طلع بسقم لـي ، فقال : { إنّـي سَقِـيـمٌ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِـي النُّـجُوم فَقالَ إنّـي سَقِـيـمٌ } يقول الله : { فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ } . وقوله : { إنّـي سَقِـيـمٌ } : أي طعين ، أو لسقم كانوا يهربون منه إذا سمعوا به ، وإنـما يريد إبراهيـم أن يخرجوا عنه ، لـيبلغ من أصنامهم الذي يريد . واختلف فـي وجه قـيـل إبراهيـم لقومه : إنّـي سَقِـيـمٌ وهو صحيح ، فرُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لَـمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيـمُ إلاَّ ثَلاثَ كَذَبـاتٍ " ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنـي هشام ، عن مـحمد ، عن أبـي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لَـمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيـمُ غَيَرَ ثَلاثِ كَذَبـاتٍ ، ثِنْتَـيْنِ فِـي ذاتِ اللّهِ ، قوله : إنّـي سَقِـيـمٌ ، وقَولِهِ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِـيرُهُمْ هَذَا ، وقوْلِهِ فِـي سارَّةَ : هِيَ أُخْتِـي " . حدثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا أبـي ، قال : ثنا مـحمد بن إسحاق ، قال : ثنـي أبو الزناد ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبـي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَـمْ يَكْذِبْ إبْرَاهِيـمُ فِـي شَيْءٍ قَطُّ إلاَّ فِـي ثَلاَثٍ " ثم ذكر نـحوه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الـمسيب بن رافع ، عن أبـي هريرة ، قال : " ما كذب إبراهيـم غير ثلاث كذبـات ، قوله : إنـي سَقِـيـمٌ ، وقوله : بَلْ فَعَلَهُ كَبِـيرُهُمْ هَذَا ، وإنـما قاله موعظة ، وقوله حين سأله الـملك ، فقال أختـي لسارّة ، وكانت امرأته " . حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن علـية ، عن أيوب ، عن مـحمد ، قال : " إن إبراهيـم ما كذب إلا ثلاث كذبـات ، ثنتان فـي الله ، وواحدة فـي ذات نفسه فأما الثنتان فقوله : إنـي سَقِـيـمٌ ، وقوله : بَلْ فَعَلَهُ كَبِـيرُهُمْ هَذَا وقصته فـي سارة ، وذكر قصتها وقصة الـملك " . وقال آخرون : إن قوله { إنّـي سَقِـيـمٌ } كلـمة فـيها مِعْراض ، ومعناها أن كلّ من كان فـي عقبة الـموت فهو سقـيـم ، وإن لـم يكن به حين قالها سقم ظاهر ، والـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف هذا القول ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الـحقّ دون غيره . قوله : { فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ } يقول : فتولوا عن إبراهيـم مدبرين عنه ، خوفـاً من أن يعدِيَهُم السقم الذي ذكر أنه به ، كما : حُدثت عن يحيى بن زكريا ، عن بعض أصحابه ، عن حكيـم بن جُبَـير ، عن سعيد بن جُبَـير ، عن ابن عبـاس { إنّـي سَقِـيـمٌ } يقول : مطعون فتولَّوا عنه مدبرين ، قال سعيد : إن كان الفرار من الطاعون لقديـماً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { فَتَوَلَّوْا } فنكصوا عنه { مُدْبِرِينَ } منطلقـين . وقوله : { فَرَاغَ إلـى آلِهَتِهمْ } يقول تعالـى ذكره : فمال إلـى آلهتهم بعد ما خرجوا عنه وأدبروا وأرى أن أصل ذلك من قولهم : راغ فلان عن فلان : إذا حاد عنه ، فـيكون معناه إذا كان كذلك : فراغ عن قومه والـخروج معهم إلـى آلهتهم كما قال عديّ بن زيد : @ حِينَ لا يَنْفَعُ الرَّوَاغُ وَلا يَنْ فَعُ إلاَّ الـمُصَادِقُ النِّـحْرِيرُ @@ يعنـي بقوله : « لا ينفع الرّواغ » : الـحِياد . أما أهل التأويـل فإنهم فسَّروه بـمعنى فمَال . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَرَاغَ إلـى آلِهَتِهِم } : أي فمال إلـى آلهتهم ، قال : ذهب . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدّيّ قوله : { فَرَاغَ إلـى آلِهَتِهِمْ } قال : ذهب . وقوله : { فَقالَ ألاَ تأكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ } هذا خبر من الله عن قـيـل إبراهيـم للآلهة وفـي الكلام مـحذوف استغنـي بدلالة الكلام علـيه من ذكره ، وهو : فقرّب إلـيها الطعام فلـم يرها تأكل ، فقال لها : { ألا تَأْكُلُونَ } فلـما لـم يرها تأكل قال لها : مالكم لا تأكلون ، فلـم يرها تنطق ، فقال لها : { ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ } مستهزئاً بها ، وكذلك ذكر أنه فعل بها ، وقد ذكرنا الـخبر بذلك فـيـما مضى قبلُ . وقال قتادة فـي ذلك ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فَقالَ ألاَ تَأْكُلونَ } يستنطقهم { مالَكُمْ لا تَنْطِقُونَ } ؟ .