Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 50-51)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالـى ذكره : { جَنَّاتِ عَدْنٍ } : بـيان عن حسن الـمآب ، وترجمة عنه ، ومعناه : بساتـينُ إقامة . وقد بـيَّنا معنى ذلك بشواهده ، وذكرنا ما فـيه من الاختلاف فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع . وقد : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { جَنَّاتِ عَدْنٍ } قال : سأل عمر كعبـاً ما عَدَن ؟ قال : يا أمير الـمؤمنـين ، قصور فـي الـجنة من ذهب يسكنها النبـيون والصدّيقون والشهداء وأئمةُ العدل . وقوله : { مُفَتَّـحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ } يعنـي : مفتـحة لهم أبوابها وأدخـلت الألف واللام فـي الأبواب بدلاً من الإضافة ، كما قـيـل : { فإنَّ الـجَنَّةَ هِيَ الـمَأْوَى } بـمعنى : هي مَأْواه وكما قال الشاعر : @ ما وَلَدْتكُمْ حَيَّةُ ابْنَةُ مالِكٍ سِفـاحاً وَما كانَتْ أحادِيثَ كاذِبِ وَلَكِنْ نَرَى أقْدَامَنا فِـي نِعالِكُمْ وآنُفَنا بـينَ اللِّـحَى والـحَوَاجِبِ @@ بـمعنى : بـين الـحاكم وحواجبكم ولو كانت الأبواب جاءت بـالنصب لـم يكن لـحناً ، وكان نصبه علـى توجيه الـمفتـحة فـي اللفظ إلـى جنات ، وإن كان فـي الـمعنى للأبواب ، وكان كقول الشاعر : @ وَما قَوْمي بثعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ وَلا بِفَزَارَةَ الشِّعْرَ الرّقابـا @@ ثم نوّنت مفتـحة ، ونصبت الأبواب . فإن قال لنا قائل : وما فـي قوله : { مُفَتَّـحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ } من فـائدة خبر حتـى ذكر ذلك ؟ قـيـل : فإن الفـائدة فـي ذلك إخبـار الله تعالـى عنها أن أبوابها تفتـح لهم بغير فتـح سكانها إياها ، بـمعاناة بـيدٍ ولا جارحة ، ولكن بـالأمر فـيـما ذُكر . كما حدثنا أحمد بن الولـيد الرملـي ، قال : ثنا ابن نفـيـل ، قال : ثنا ابن دعيج ، عن الـحسن ، فـي قوله : { مُفَتَّـحَةً لَهُمُ الأبْوَابُ } قال : أبواب تكلـم ، فتكلـم : انفتـحي ، انغلقـي . وقوله : { مُتَّكِئِينَ فِـيها يَدْعُونَ فِـيها بِفـاكِهَةٍ كَثِـيرَةٍ وَشَراب } يقول : متكئين فـي جنات عدن ، علـى سُرر يدعون فـيها بفـاكهة ، يعنـي بثمار من ثمار الـجنة كثـيرة ، وشراب من شرابها .