Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 52-54)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : عند هؤلاء الـمتقـين الذين أكرمهم الله بـما وصف فـي هذه الآية من إسكانهم جنات عدن { قاصِراتُ الطَّرْفِ } يعنـي : نساء قصرت أطرافهنّ علـى أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم ، ولا يـمددن أعينهن إلـى سواهم . كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَعِنْدَهُمْ قاصِرَاتُ الطَّرْفِ } قال : قصرن طرفهنّ علـى أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { قاصِرات الطَّرْفِ } قال : قصَرن أبصارهنّ وقلوبهنّ وأسماعهنّ علـى أزواجهنّ ، فلا يردن غيرهم . وقوله : { أتْرَابٌ } يعنـي : أسنان واحدة . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل علـى اختلاف بـين أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد { قاصِرَاتٌ الطَّرْفِ أتْرابٌ } قال : أمثال . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أتْرَابٌ } سن واحدة . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { أتْرَابٌ } قال : مستويات . قال : وقال بعضهم : متواخيات لا يتبـاغضن ، ولا يتعادين ، ولا يتغايرن ، ولا يتـحاسدن . وقوله : { هَذَا ما تُوعَدُون لِـيوْمِ الـحِسابِ } يقول تعالـى ذكره : هذا الذي يعدكم الله فـي الدنـيا أيها الـمؤمنون به من الكرامة لـمن أدخـله الله الـجنة منكم فـي الآخرة ، كما : حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { هَذَا ما تُوعَدُونَ لِـيَوْم الـحِسابِ } قال : هو فـي الدنـيا لـيوم القـيامة . وقوله : { إنَّ هَذَا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفـادٍ } يقول تعالـى ذكره : إن هذا الذي أعطينا هؤلاء الـمتقـين فـي جنَّات عدن من الفـاكهة الكثـيرة والشراب ، والقاصرات الطرف ، ومكنَّاهم فـيها من الوصول إلـى اللذَّات وما اشتهته فـيها أنفسهم لرزقنا ، رزقناهم فـيها كرامة منا لهم { ما لَهُ مِنْ نَفـادٍ } يقول : لـيس له عنهم انقطاع ولا له فناء ، وذلك أنهم كلـما أخذوا ثمرة من ثمار شجرة من أشجارها ، فأكلوها ، عادت مكانها أخرى مثلها ، فذلك لهم دائم أبداً ، لا ينقطع انقطاع ما كان أهل الدنـيا أوتوه فـي الدنـيا ، فـانقطع بـالفناء ، ونَفِد بـالإنفـاد . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { إنَّ هَذَا لَرزْقُنا مالَهُ مِنْ نَفـادٍ } قال : رزق الـجنة ، كلـما أُخذ منه شيء عاد مثله مكانه ، ورزق الدنـيا له نفـاد . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { ما لَهُ مِنْ نَفـادٍ } : أي ما له انقطاع .