Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 14-15)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم : قل يا مـحمد لـمشركي قومك : الله أعبد مخـلصاً ، مفرداً له طاعتـي وعبـادتـي ، لا أجعل له فـي ذلك شريكاً ، ولكنـي أُفرده بـالألوهة ، وأبرأ مـما سواه من الأنداد والآلهة ، فـاعبدوا أنتـم أيها القوم ما شئتـم من الأوثان والأصنام ، وغير ذلك مـما تعبدون من سائر خـلقه ، فستعلـمون وبـال عاقبة عبـادتكم ذلك إذا لقـيتـم ربكم . وقوله : { قُلْ إنَّ الـخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ } يقول تعالـى ذكره : قل يا مـحمد لهم : إن الهالكين الذين غَبَنوا أنفسهم ، وهلكت بعذاب الله أهلوهم مع أنفسهم ، فلـم يكن لهم إذ دخـلوا النار فـيها أهل ، وقد كان لهم فـي الدنـيا أهلون . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي علـيّ ، قال : ثنا أبو صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ ، عن ابن عبـاس ، قوله : { قُلْ إنَّ الـخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ وأهْلِـيهِمْ يَوْمَ القِـيامَةِ } قال : هم الكفـار الذين خـلقهم الله للنار ، وخـلق النار لهم ، فزالت عنهم الدنـيا ، وحرّمت علـيهم الـجنة ، قال الله : { خَسرَ الدُّنْـيَا وَالآخِرَةَ } . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { قُلْ إنَّ الـخاسِرينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنْفُسَهُمْ وأهْلِـيهِمْ يَوْمَ القِـيامَةِ } قال : هؤلاء أهل النار ، خسروا أنفسهم فـي الدنـيا ، وخسروا الأهلـين ، فلـم يجدوا فـي النار أهلاً ، وقد كان لهم فـي الدنـيا أهل . حُدثت عن ابن أبـي زائدة ، عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد ، قال : غبنوا أنفسهم وأهلـيهم ، قال : يخسرون أهلـيهم ، فلا يكون لهم أهل يرجعون إلـيهم ، ويخسرون أنفسم ، فـيهلكون فـي النار ، فـيـموتون وهم أحياء فـيخسرونهما . وقوله : { ألا ذلكَ هُو الـخُسْرانُ الـمُبِـينُ } يقول تعالـى ذكره : ألا إن خسران هؤلاء الـمشركين أنفسهم وأهلـيهم يوم القـيامة ، وذلك هلاكها هو الـخسران الـمبـين ، يقول تعالـى ذكره : هو الهلاك الذي يبـين لـمن عاينه وعلـمه أنه الـخسران .