Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 23-23)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : { اللّهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ كِتابـاً } يعنـي به القرآن { مُتَشابِهاً } يقول : يشبه بعضه بعضاً ، لا اختلاف فـيه ، ولا تضادّ ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { اللّهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ كِتابـاً مُتَشابِهاً } … الآية تشبه الآية ، والـحرف يشبه الـحرف . حدثنا مـحمَّد قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ { كِتابـا مُتَشابِها } قال : الـمتشابه : يشبه بعضه بعضاً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جُبَـير ، فـي قوله : { كِتابـاً مُتَشابِهاً } قال : يشبه بعضه بعضاً ، ويصدّق بعضه بعضاً ، ويدلّ بعضه علـى بعض . وقوله : { مَثانِـيَ } يقول : تُثْنَـي فـيه الأنبـاء والأخبـار والقضاء والأحكام والـحُجَج . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم ، قال : ثنا ابن عُلَـية ، عن أبـي رجاء ، عن الـحسن ، فـي قوله : { اللّهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ كِتابـاً مُتَشابِهاً مَثانِـيَ } قال : ثنى الله فـيه القضاء ، تكون السورة فـيها الآية فـي سورة أخرى آية تشبهها ، وسُئل عنها عكرمة . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث ، قال : ثنا الـحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { كِتابـاً مُتَشابِهاً مَثانِـيَ } قال : فـي القرآن كله . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { مَثانِـيَ } قال : ثَنَى الله فـيه الفرائض ، والقضاء ، والـحدود . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { مَثانِـيَ } قال : كتاب الله مثانـي ، ثَنَى فـيه الأمرَ مراراً . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السدي ، فـي قوله : { مَثَانِـيَ } قال : كتاب الله مثانـي ، ثَنَى فـيه الأمر مراراً . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، فـي قوله : { مَثَانِـيَ } ثنى فـي غير مكان . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد فـي قوله : { مَثانِـيَ } مردَّد ، ردّد موسى فـي القرآن وصالـح وهود والأنبـياء فـي أمكنة كثـيرة . وقوله : { تَقْشَعِر مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } يقول تعالـى ذكره : تقشعرّ من سمَاعه إذا تُلـي علـيهم جلودُ الذين يخافون ربهم { ثُمَّ تَلِـينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلـى ذِكْرِ اللّهِ } يعنـي إلـى العمل بـما فـي كتاب الله ، والتصديق به . وذُكر أن هذه الآية نزلت علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن أصحابه سألوه الـحديث . ذكر الرواية بذلك : حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأَوْديّ ، قال : ثنا حَكام بن سلـم ، عن أيوب بن موسى ، عن عمرو الـمَلَئي عن ابن عبـاس ، قالوا : يا رسول الله لو حدثتنا ؟ قال : فنزلت : { اللّهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الـحَدِيثِ } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن أيوب بن سيار أبـي عبد الرحمن ، عن عمرو بن قـيس ، قال : قالوا : يا نبـيّ الله ، فذكر مثله . { ذلكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول تعالـى ذكره : هذا الذي يصيب هؤلاء القوم الذين وصفت صفتهم عند سماعهم القرآن من اقشعرار جلودهم ، ثم لـينها ولـين قلوبهم إلـى ذكر الله من بعد ذلك ، { هُدَى اللّهِ } يعنـي : توفـيق الله إياهم وفَّقهم له { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول : يهدي تبـارك وتعالـى بـالقرآن من يشاء من عبـاده . وقد يتوجَّه معنى قوله : { ذلكَ هُدَى } إلـى أن يكون ذلك من ذكر القرآن ، فـيكون معنى الكلام : هذا القرآن بـيان الله يهدي به من يشاء ، يوفق للإيـمان به من يشاء . وقوله : { وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ } يقول تعالـى ذكره : ومن يخذلْه الله عن الإيـمان بهذا القرآن والتصديق بـما فـيه ، فـيضله عنه ، فَما له من هاد يقول : فما له من مُوَفِّق له ، ومسدد يسدده فـي اتبـاعه .