Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره : أفمن فَسَح الله قلبه لـمعرفته ، والإقرار بوحدانـيته ، والإذعان لربوبـيته ، والـخضوع لطاعته { فَهُوَ عَلـى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } يقول : فهو علـى بصيرة مـما هو علـيه ويقـين ، بتنوير الـحقّ فـي قلبه ، فهو لذلك لأمر الله متبع ، وعما نهاه عنه منته فـيـما يرضيه ، كمن أقسى الله قلبه ، وأخلاه من ذكره ، وضيَّقه عن استـماع الـحق ، واتِّبـاع الهدى ، والعمل بـالصواب ؟ وترك ذكر الذي أقسى الله قلبه ، وجوابَ الاستفهام اجتزاء بـمعرفة السامعين الـمراد من الكلام ، إذ ذكر أحد الصنفـين ، وجعل مكان ذكر الصنف الآخر الـخبر عنه بقوله : { فَوَيْـلٌ للْقاسِيَةِ قُلُوبُهمْ مِنْ ذِكْرِ اللّهِ } . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ للإسْلامِ فَهُوَ عَلـى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } يعنـي : كتاب الله ، هو الـمؤمن به يأخذ ، وإلـيه ينتهي . حدثنا مـحمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ ، قوله : { أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ للإسْلامِ } قال : وسع صدره للإسلام ، والنور : الهُدَى . حُدثت عن ابن أبـي زائدة عن ابن جُرَيج ، عن مـجاهد { أَفَمَنْ شَرَحَ اللّهُ صَدْرَهُ للإسْلامِ } قال : لـيس الـمنشرح صدره مثل القاسي قلبه . قوله : { فَوَيْـلٌ للقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللّهِ } يقول تعالـى ذكره : فويـل للذين جَفَت قلوبهم ونأت عن ذكر الله وأعرضت ، يعنـي عن القرآن الذي أنزله تعالـى ذكره ، مذكِّراً به عبـاده ، فلـم يؤمن به ، ولـم يصدّق بـما فـيه . وقـيـل : { مِنْ ذِكْرِ اللّهِ } والـمعنى : عن ذكر الله ، فوضعت « من » مكان « عن » ، كما يقال فـي الكلام : أتـخمت من طعام أكلته ، وعن طعام أكلته بـمعنى واحد . وقوله : { أُولَئِكَ فِـي ضَلالٍ مُبِـينٍ } يقول تعالـى ذكره : هؤلاء القاسية قلوبهم من ذكر الله فـي ضلال مُبـين ، لـمن تأمَّله وتدبَّره بفهم أنه فـي ضلال عن الـحقّ جائر .