Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 54-55)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : وأقبلوا أيها الناس إلى ربكم بالتوبة ، وارجعوا إليه بالطاعة له ، واستجيبوا له إلى ما دعاكم إليه من توحيده ، وإفراد الألوهة له ، وإخلاص العبادة له ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ } : أي أقبلوا إلى ربكم . حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدّي { وأنِيبُوا } قال : أجيبوا . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وأَنِيبُوا إلى رَبِّكُمْ } قال : الإنابة : الرجوع إلى الطاعة ، والنزوع عما كانوا عليه ، ألا تراه يقول : { مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ } وقوله : { وأَسْلِمُوا لَهُ } يقول : واخضعوا له بالطاعة والإقرار بالدين الحنيفي { مِنْ قَبْلِ أنْ يأْتِيَكُمُ العَذابُ } من عنده على كفركم به { ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ } يقول : ثم لا ينصركم ناصر ، فينقذكم من عذابه النازل بكم . وقوله : { وَاتَّبِعُوا أحْسَنَ ما أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } يقول تعالى ذكره : واتبعوا أيها الناس ما أمركم به ربكم في تنزيله ، واجتنبوا ما نهاكم فيه عنه ، وذلك هو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا . فإن قال قائل : ومن القرآن شيء وهو أحسن من شيء ؟ قيل له : القرآن كله حسن ، وليس معنى ذلك ما توهمت ، وإنما معناه : واتبعوا مما أنزل إليكم ربكم من الأمر والنهي والخبر ، والمثل ، والقصص ، والجدل ، والوعد ، والوعيد أحسنه وأحسنه أن تأتمروا لأمره ، وتنتهوا عما نهى عنه ، لأن النهي مما أنزل في الكتاب ، فلو عملوا بما نهوا عنه كانوا عاملين بأقبحه ، فذلك وجهه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ { واتَّبِعُوا أحْسَن ما أنْزِل إلَيْكمْ مِنْ رَبِّكُمْ } يقول : ما أمرتم به في الكتاب { مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَكُمُ العَذابُ } . وقوله : { مِنْ قَبْلِ أنْ يَأْتِيَكُمُ العَذابُ بَغْتَةً } يقول : من قبل أن يأتيكم عذاب الله فجأة { وأنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } يقول : وأنتم لا تعلمون به حتى يغشاكم فجأة .